Précis en psychologie humaine
مختصر في علم النفس الإنسانية
Genres
إلا لفائدة ولا يخلق أمرا باطلا، فإذن صدق القسم الأول. ولما لم يكن للإنسان في هذا العالم سعادة حقيقية دائمة غير مشوبة بالكدورات تعين
21
الحق وهو الخلود في العالم الروحاني والدوام الغير الفاني.
22
إن جميع عقول البشر تشهد أنه بقدر ما يتمكن الإنسان من اقتناء الفضائل ورفض الرذائل تكمل نفسه وتستعلي، ومتى كان الأمر بالعكس تنحط إلى أسفل السافلين، وهم يستخسون القسم الثاني، ويعظمون القسم الأول ويحاولون المساعدة والإعانة بأدعيته ويرومون التعبد له والدخول تحت طاعته والعمل بمرضاته وإرادته. ولو لم يكن للإنسان مقام آخر غير
23
هذا الواقع تحت الحس في ذلك العالم العلوي النوري بعد فراقه هذا الجسد
24
المحسوس، لما شهدت له [50] كافة عقول البشر بهذه الرتبة العليا والمنزلة المدنو منها زلفا للغاية القصوى في الملأ الأعلى. وهذه القضية متفق على تصديقها وتحقيقها سائر عقول الناطقين، الجاهلين والعالمين. فإذن النفس لا تموت بموت البدن وهو المطلوب.
وأما شواهد الكتب المقدسة على تحقيق ما قلناه فقوله تعالى لموسى: «أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب.»
Page inconnue