Le Résumé des nouvelles de l'humanité
المختصر في أخبار البشر
Maison d'édition
المطبعة الحسينية المصرية
Numéro d'édition
الأولى
Genres
Histoire
فلما وصلوا إِلى الرجيع، وهو ماء لهذيل، على أربعة عشر ميلًا من عسفان، غدروا بهم، فقاتلهم أصحاب رسول الله ﷺ، فقتل ثلاثة وأسر ثلاثة، وهم زيد بن الدثنة، وخبيب، وعبد الله بن طارق، فأخذوهم إِلى مكة، وانفلت عبد الله بن طارق في الطريق، فقاتل إِلى أن قتلوه بالحجارة، ووصلوا بزيد بن الدثنة، وخبيب إِلى مكة، وباعوهما من قريش فقتلوهما صبرًا.
وفي صفر سنة أربع أيضًا قدم أبو برا عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على النبي ﷺ، ولم يسلم ولم يبعد من الإسلام، وقال للنبي ﷺ: لو بعثت من أصحابك رجالًا إِلى أهل نجد يدعونهم، رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رسول الله ﷺ: " أخاف على أصحابي " فقال أبو برا: أنا لهم جار. فبعث رسول الله ﷺ، المنذر بن عمر الأنصاري في أربعين رجلا من خيار المسلمين، فيهم عامر بن فهير مولى أبي بكر الصديق ﵁، فمضوا ونزلوا بئر معونة على أربع مراحل من المدينة، وبعثوا بكتاب رسول الله ﷺ إِلى عدو الله عامر بن الطفيل، فقتل الذي أحضر الكتاب، وجمع الجموع وقصد أصحاب رسول الله ﷺ، فتقاتلوا وقُتلوا عن آخرهم، إِلا كعب بن زيد، فإنه بقي فيه رمق وتوارى بين القتلى، ثم لحق بالنبي ﷺ واستشهد يوم الخندق، وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري، ورجل من الأنصار، فرأيا الطيور تحوم حول العسكر فقصدا العسكر، فوجدا القوم مقتولين، فقاتل الأنصاري وقتل، وأما عمرو بن أمية فأخذا أسيرًا، وأعتقه عامر ابن الطفيل لكونه من مضر، ولحق برسول الله ﷺ، وأخبره بالخبر فشق عليه.
غزوة بني النضير من اليهود
وسار رسول الله ﷺ إِليهم وحاصرهم، في ربيع الأول سنة أربع. ونزل تحريم الخمر، وهو محاصر لهم، فلما مضى ست ليال محاصرًا لهم، سألوا رسول الله ﷺ أن يُخْليهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إِلا السلاح، فأجابهم إِلى ذلك، فخرجوا ومعهم الدفوف والمزامير، مظهرين بذلك تجلدًا، وكانت أموالهم فيئًا لرسول الله ﷺ، يقسمها حيث شاء، فقسمها على المهاجرين دون الأنصار، إِلا أنّ سهل بن حنيفة وأبا دجانة ذكرًا فقرًا، فأعطاهما رسول الله ﷺ من ذلك شيئًا، ومضى إِلى خيبر من بني النضير ناس، وإلى الشام ناس.
غزوة ذات الرقاع
ثم غزا رسول الله ﷺ نجدًا، فلقي جمعًا من غطفان في ذات الرقاع، وسميت بذلك لأنهم رقعوا فيها راياتهم، فتقارب الناس، ولم يكن بينهم حرب، وكان ذلك في جمادى
1 / 133