Le Résumé des nouvelles de l'humanité
المختصر في أخبار البشر
Maison d'édition
المطبعة الحسينية المصرية
Numéro d'édition
الأولى
Genres
Histoire
وفاة أبي طالب
توفي في شوال، سنة عشر من النبوة، ولما اشتد مرضه، قال له رسول الله ﷺ " يا عم قلها استحل لك بها الشفاعة يوم القيامة " يعني الشهادة. فقال له أبو طالب يا ابن أخي لولا مخافة السبة، وأن تظن قريش إِنما قلتها جزعًا من الموت لقلتها، فلما تقارب من أبي طالب الموت، جعل يحرك شفتيه، فأصغى إِليه العباس بأذنه، وقال: والله يا ابن أخي لقد قال الكلمة التي أمرته أن يقولها، فقال رسول الله ﷺ " الحمد لله الذي هداك يا عم ". هكذا روي عن ابن عباس، والمشهور أنه مات كافرًا، ومن شعر أبي طالب مما يدل على أنه كان مصدقًا لرسول الله ﷺ قوله:
ودعوتني وعلمتْ أنك صادق ... ولقد صدقت وكنت ثم أمينا
ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا
والله لن يصلوا إِليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا
وكان عمر أبي طالب بضعًا وثمانين سنة.
وفاة خديجة
﵂
ثم توفيت خديجة بعد أبي طالب، وكان موتهما قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين. وتتابعت على رسول الله ﷺ بموتهما المصائب، ونالت منه قريش، خصوصًا أبو لهب بن عبد المطلب، والحكم بن العاص، وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية، فإِنهم كانوا جيران النبي ﷺ، ويؤذونه بما يلقون عليه وقت صلاته، وفي طعامه من القاذورات.
سفره إلى الطائف
ولما نالت قريش من رسول الله بعد وفاة عمه، سافر إلى الطائف يتلمس من ثقيف النصرة، ورجاء أن يقبلوا ما جاء به من الله، فوصل إِلى الطائف، وعمد إلى جماعة من أشراف ثقيف، مثل مسعود وحبيب ابني عمرو، فجلس إِليهم ودعاهم إِلى الله وقال له واحد منهم: أما وجد الله أحدًا يرسله غيرك، وقال الآخر: والله لا أكلمك أبدًا، لأنك إِن كنت رسولًا من الله كما تقول، لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله فما ينبغي لي أن أكلمك، فقام رسول الله من عندهم، وقد يئس من خير ثقيف، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، وألجئوه إِلى حائط، ورجع عنه سفهاء ثقيف فقال: رسول الله ﷺ: " اللهم إِليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، على من تكلني إِن لم تكن علي غضبانًا فلا أبالي " ثم قدم رسول الله ﷺ إِلى مكة، وقومه أشد
1 / 120