275

Abrégé des merveilles du monde

مختصر عجائب الدنيا

فقال : بل هو على عمله.

فعقد له الولاية وسارا معا.

** ومن النوادر :

أن الحجاج ولى بعض العرب قبض بعض الناحية.

فقيل له : إن هذا لا يحسن استيفاء ذلك.

فقال : إن لي فراسة.

فلما وصل ذلك البدوي إلى تلك الناحية ، جمع اليهود ، فلما وقفوا بين يديه سألهم عن المسيح وما فعلوا به.

فقالوا : قتلناه ، وصلبناه.

فقال : وهل أديتم ديته؟

قالوا : لا.

فقال : والله لستم بخارجين من هنا حتى تعطوني ديته أو أقتلكم جميعا ، فقد أفريتم (1) بالقتل.

فجمعوا له ألف دينار ، وجاءوا بها.

فقال : ما هذه؟

قالوا : ألف دينار ديته كما رسمت.

فقال : ويحكم ، نبي الله ورسوله وكلمته أفتكون ديته كغيره؟! والله لا أرضى بذلك.

فجمعوا ألف دينار أخرى فقبضها مع الجزية ، وأطلقهم.

ثم طلب النصارى ، فلما وقفوا بين يديه قال لكبيرهم المتكلم : ما اسمك؟

فقال : اسمي بيداد شهير هو من بيداد.

فقال : ويحك هذا اسم أربعة وأنت تعطي جزية واحدة ، والله لا آخذن منك أربعة جوالي لكل اسم جالية ، فلم يطلقه حتى قبضها (2).

ثم تقدم القسيس فقال : يا مولانا لم يفعل هذا أحد قبلك ممن تولى / قبض الجالية.

Page 284