265

Abrégé des merveilles du monde

مختصر عجائب الدنيا

فقال له أمير [المؤمنين] : حسبك إلى هنا ، ويكفي. ثم أمر له بخمسة آلاف دينار ، ثم قال له : احتفظ بها يا إبراهيم ، فليس لك عندنا بعد اليوم غيرها.

فقال (1): بأبي أنت وأمي ، أحفظها حتى آتيك بها على الصراط وأعرضها عليك ، ثم انصرف.

** ومما حكي :

أنه ورد على الحجاج بن يوسف الثقفي (2) سليك بن السلكة ، فقال : أيها الأمير ، أعرني سمعك ، واغضض عني بصرك ، واكفف عني عزمك ، فإن سمعت خطأ فدونك والعقوبة.

قال : قل.

فقال : عصا عاص من عرض عشيرتنا كمنعة الأمير ، ما له من راتب بيت المال [ولا] (3) لأهله وأنا من جملتهم ، فهل يؤخذ البريء بالسقيم؟

قال : هذه العادة من شيم الملوك ، أما سمعت قول الشاعر؟ وأنشده :

جانيك من يجني عليك وقد

يغري السليم مبارك الجرب

فقال : أصلح الله الأمير ، إني سمعت الله سبحانه وتعالى قال غير هذا.

قال : وما ذلك؟

قال : يقول الله جل ثناؤه في كتابه العزيز إخبارا عن نبيه يوسف صلوات الله عليه : ( إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا / لظالمون ) [يوسف : 79].

قال : فطلب الحجاج يزيد بن مسلم ، وقال : أطلق لهذا راتبه ، وأحسن جائزته ، ثم أمر مناديه ينادي : صدق الله ورسوله وكذا الشاعر في مقاله.

Page 274