29

مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية

مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية

Chercheur

يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي

Maison d'édition

دار البشائر الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1425 AH

Lieu d'édition

بيروت

[ أداب المعلم ]:

وَمِنْ آدابِ المُعَلِّمِ: أَنْ يَقْصِدَ بِتَعْلِيمِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعالى، والدارَ الْآخِرَةَ، والقُرْبَ مِنَ اللَّهِ تَعالَى فيها، وَإِرْشَادَ العِبادِ، وَإِنْقَاذَهُمْ مِنْ وَرْطَاتِ الجَهْلِ والضَّلالِ، فِي الحَدِيثِ: ((لَأنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ))(١).

وَمِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُشْفِقَ عَلَى المُتَعَلِّمينَ، وَأَنْ يَتَبَزَّعَ بالتَّعْلِيم، وَلَا يُرِيدُ بِهِ جَزاءً ولا شُكوراً مِنَ المُتَعَلِّمِ وَغَيْرِهِ، وَأَنْ لا يَدَّخِرَ عَلَّيْهِ شَيْئاً مِنْ فَوائِدِ العِلْمِ إِلَّا ما يَضُرُّ بِهِ، كأنْ يَشْتَغِلَ بِعِلْمِ ويُقَدِّمَهُ عَلى أَهَمِّ مِنْهُ.

وَأَنْ يَزْجُرَهُ عَنْ سُوءِ الأَخْلاقِ باللُّطْفِ، وَيُعَلِّمَهِ صِغارَ العِلْمِ قَبْلَ كِبارِهِ، ويُرَقِّهِ عَلى قَدْرِ فَهْمِهِ، وَيُعَلِّمَهُ اللَّتِقَ، وَأَنْ يكونَ عامِلاً بِعِلْمِهِ، فلا يُكَذِّبُ قَوْلَهُ بِفِعْلِهِ، فَيَدخُلُ في الوَعيدِ الشَّدِيدِ. وَمِنْ تَعْظِيمِ العِلْمِ تَعْظِيمُ الكِتابِ، فَيَنْبَغِي أَنْ لا يُمسِكَ الكِتابَ إلَّ وَهُوَ عَلَى طَهارةٍ؛ قَالَ

(١) منْ حديثٍ طويلٍ أخرجهُ البخاريُّ في صحيحِهِ ٥٧/٤ - ٥٨، في الجِهادِ والسِّير، بابُ دعوةِ اليهوديِّ والنصرانيُّ: عن سهلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، سَمِعَ النبيَّلَهِ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَر: ((لأُعْطِيَنَّ الرايَةَ رَجُلاَ يَفْتَحُ اللَّهُ على يَدَيْهِ))، فقامُوا يَرْجُونَ لذلك أيُّهم يُعْطَى، فَغَدَوْا وكلُّهم يَرْجو أن يُعْطَى، فقال: ((أينَ عليٌّ؟)) فقيلَ: يشتكي عَيْنَيْه، فأمَرِ، فَدُعِيَ له، فَبَصَقَ في عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكانَه حتَّى كأنه لم يكن به شيءٌ، فقالَ: نُقَاتِلُهُم حتى يكونوا مِثْلَنا، فقال: ((على رِسْلِكَ، حتى تَنْزِلَ بِسَاحَتهم، ثم ادْعُهُمْ إِلى الإِسلامِ، وأَخْبِرْهُم بما يَجِبُ عليهم، فوَاللَّهِ لأن يُهدَى بكَ رجُلٌ ... )) الحديث.

29