وقد علمتُ على أنِّي أعايشهم ... لا نبرح الدهر فيما بيننا إحنُ
ولن يراجعَ قلبي ودهم أبدًا ... زكنتُ من بغضهم مثل الذي زكنوا
زكنت منك كذا: أي علمته. ولا يقال أزكنتُ. وقد ذكر عن الخليل. وقيل الزكن: الظن.
مثل العصافيرِ أحلامًا ومقدرةً ... لو يوزنونَ بزفِّ الريشِ ما وزنُوا
جهلًا علينا وجبنًا عن عدوهم ... لبئستِ الخلتانِ الجهلُ والجبنُ
مالي أسكنُ عن وهب وتشتمني ... ولو شتمتُ بني وهبٍ لقد سكنوا
كغارزٍ رأسه لم يدنهِ أحدٌ ... بين القرينين حتى لزهُ القرنُ
القرينان: بعيران يشدُّ أحدهما إلى الآخر. والحبلُ الذي يشدانِ به قران وقرن.
قصيدة أعشى باهلة
وقال أعشى باهلة، وهو عامرُ بن الحارث، وكنيته أبو قحافة يرثي المنتشر بن وهب الباهلي، ومنتشر من السعاة السباقين في سعيهم؛ قتله بنو نفيل بن عمرو بن كلاب:
إنِّي أتتني لسانٌ لا أسرُّ بها ... من علوُ لا عجبٌ منها ولا سخرُ
فبتُّ مرتفقًا حيرانَ أندبه ... وكنتُ أحذره لو ينفعُ الحذرُ
وجاشت النفسُ لما جاَء جمعهم ... وراكبٌ جاَء منْ تثليثَ معتمرُ
يأبى على الناسِ لا يلوِي على أحدِ ... حتى التقينا وكانت دوننا مضرُ
إنَّ الذي جئتَ من تثليثَ تندبه ... منه السماحُ ومنه النهيُ والغيرُ
1 / 8