ما استقلتها أنت ولا قومك أبدًا.
فاحتبسه عنده، وداوى جراحه، وكتمه ما يريد أن يصنع به، وقال: ابعث إلى قومك ليفدوك؛ فإني قد اشتريتك بمائتي بعير.
فأرسل بشرٌ فهيئوا له الفداء، وبادرهم أوس فأحسن إليه وكساه اليمنة وغيرها.
وحمله على نجيبه الذي كان يركب، وسار معه حتى بلغ أداني غطفان.
وقال عبد الله بن صالح العجلي: حمل بشر بن أب خازم على هجاء أوس ففعل، ثم أسر بشر فوجه أوس فاشتراه فدفعَ إلى رسله فقالوا له: غننا، فكأن قد تغنى الناس بما يصنع بك أوس، يهددونه بذلك، فزجر الطير فرأى ما يحب فقال:
أما ترى الطيرَ إلى جنبِ النعمْ ... والعيرَ والعانةَ في وادِي سلمْ
سلامةٌ ونعمةٌ من النعمْ
فقال بعض الرسل:
إنكَ يا بشرُ لذو همٍّ وهمْ ... في زجركَ الطيرَ على إثرِ الندم
أبشر بوقع مثلِ شؤبوبِ الرهمْ ... وقطع كفيك ويثنى بالقدمْ
وباللسانِ بعدها وبالأشمْ ... إنَّ ابنَ سعدَى ذو عقابٍ ونقمْ
فلما أتى به قال له: هجوتني ظالمًا؛ فاختر بين قطع لسانك وحبسك في سرب حتى تموت؛ وبين قطع يديك ورجليك وتخليةِ سبيلك.
ثم دخل على أمه سعدى وقد سمعت كلامه؛ فقالت له: يا بني؛ لقد مات أبوك فرجوتك لقومك عامةً، فأصبحتُ والله
2 / 25