القسم الثاني
وفيه خمس وعشرون قصيدة لثلاثة من فحول الجاهلية: زهير، وبشر بن أبي خازم، وعبيد بن الأبرص.
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة لزهير
قال زهير بن أبي سلمى المزني يمدح هرم بن سنان المري:
إن الخليطَ أجدَّ البينَ فانفرقا ... وعلقَ القلبُ من أسماَء ما علقا
وأخلفتكَ ابنةُ البكريّ ما وعدتْ ... فأصبح الحبلُ منها واهنًا خلقا
الحبل: العهد. والواهن: الضعيف.
وفارقتكَ برهنٍ لا فكاكَ لهُ ... يومَ الوداعِ فأمسَى رهنُها غلقا
عني بالرهن: قلبه. ويروى: فأمسى الرهنُ قد غلقا.
قامت تبدي بذاتِ ضالٍ لتحزنني ... ولا محالةَ أنْ يشتَاقَ من عشِقَا
يروى: قامتْ تراءَى
بجيد مغزلة أدماَء خاذلة ... من الظباءِ تراعي شادنًا خرقا
المغزلة، والمغزل: التي معها غزال. والخاذلة: التي خذلت الظباء وأقامت على ولدها. والخرق: اللاصق بالأرض من الفزع والدهش.
مازلتُ أرمقهم حتى إذا هبطت ... أيدي الركابِ بهم من راكس فلقا
الفلق: المطمئنُّ من الأرض.
دانيةً من شروري أوقفا أدم ... تسعى الحداةُ على آثاهِم حزقا
شرورى: جبل معروف. والحزق: جماعات في تفرق.
كأنَّ ريقتها بعدَ الكرى اغتبقتْ ... من طيبِ الراح لما يعدُ أن عتقا
أي لما يجزْ أن صار عتيقًا.
شج السقاةُ على ناجودِها شبمًا ... من ماءِ لينةَ لا طرقًا ولا رنقا
الناجود: الإناءُ يصب فيه الخمر، وهو الباطية. ولينة: موضع. والطرق: الماء الذي قد طرقته الإبل وبالت فيه وبعرت. والرنق: الكدر من غير أبوالٍ ولا أبعار.
2 / 3