La Mer, le Coucher du Soleil et Autres Histoires : Sélection de Nouvelles de Yukio Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Genres
لك أنت أيتها الغابة الواقعة فوق التلة.
تتباعد أشجار الغابة،
لتشبه ثنايا المروحة.
تشف من خلفها ابتسامة شفتيك،
تلك المروحة!
ما الذي يفكر فيه هذا الشاعر على وجه التحديد؟
فالأمر لا يقتصر على أن قمر الليلة ليس هلالا فقط، بل إنه بدر جميل متلألئ بشكل يندر وجوده. ثم أليست المروحة غريبة هنا؟ فنحن الآن في فصل الخريف وبالتأكيد تحس يده التي يكتب بها ببعض البرودة في الليل.
لو كان الشعر قد اكتمل سريعا، لكان يمكن غض الطرف عن عدم التوافق الزمني هذا. ولكن وصوله إلى طريق مسدودة بعد كتابته «المروحة»، يجعلنا نعتقد أن الشعر بأكمله مثل مروحة الخريف رديء تماما، ويأتي في موسم ليس موسمه. بالإضافة إلى أن هذا الشاعر ليس من ضمن من يطلق عليهم «شعراء موهوبين». إذا جاء الخريف عاش ليكتب فقط أشعار الخريف. لقد أنهك الشاعر تماما في التفكير دون نتيجة، فوضع ريشة القلم فوق شفتيه.
كانت حركة مفاجأة، وكان يعتقد أن مثل هذه الحركة يمكنها أن تقوده إلى إلهام ما. ولكن الذي نتج عن ذلك لم يكن إلهاما. انزلقت ريشة الإوزة اللامعة برطوبة فوق شفتيه. وعندها تولد في شفتيه شعور غريب حلو، يشبه الترنح.
وقف فجأة من على المقعد، وأدار البصر حوله في ملل. ثم بمشاعر مشمئزة التقط قلم الريشة، الذي كان مرميا فوق المكتب ووضعه في جيبه. ذهب إلى جوار النافذة وهو يتعثر في زجاجة الويسكي الفارغة الملقاة على الأرض. ثم فتح تلك النافذة الصغيرة، وأخذ يتأمل الأنوار الحمراء التي تنير وتنطفئ؛ لتدل على موضع «مزلقان» قطار الضواحي. وكأنه قد حسم أمره، سحب الشاعر معطف الخريف المعلق في مسمار على الحائط، وأدخل فيه يديه بعنف، ثم دون أن يصلح من شعر رأسه المشعث، نظر لنصف ثانية فقط في المرآة، وانطلق خارجا من غرفته.
Page inconnue