La Mer, le Coucher du Soleil et Autres Histoires : Sélection de Nouvelles de Yukio Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Genres
أصر الرجل القصير على ذلك بوجه منعش. - «ضع يدك على صدرك وفكر قليلا. ستجده ثمنا رخيصا؛ فستستطيع رؤية ما لا يستطيع جلالة الإمبراطور نفسه رؤيته.»
حاول الرجلان بأشكال متعددة تخفيض السعر، ولكن الرجل القصير تصلب في موقفه. أخيرا أخرج البروفيسور أربع أوراق نقدية من فئة المائة «ين» من حافظة النقود، ودفعها إلى يد الرجل القصير، ثم حول نظره إلى تلميذه قائلا له بزهو ونشوة: «مقابل ذلك ستأتي أنت أيضا. يجب أن تكون أنت كذلك شريكا في الجريمة. في الأغلب الفضيحة إذا وجد لها شريك، يكون من الصعب إفشاؤها.»
حسنا، سار الاثنان وراء الرجل القصير الذي حمل السلم، ونزل المنحدر دافعا الدراجة. كانت الطريق تدور منحدرة بهبوط بمحاذاة السور وسط أشعة الشمس المتسللة من بين الأشجار، وتؤدي في النهاية إلى ركن موحش ومنعزل عن الناس. كان المكان مظلما قليلا ومحاطا بمنحدر مائل، وتتراكم فيه أوراق ساقطة من الأشجار في العام الماضي مملوءة بالرطوبة. ويبدو أن جزءا من السور منهار، والأرض بها ارتفاع ضئيل، فكان السور مدفونا حتى منتصفه في الأرض في ذلك المكان فقط.
أسند الرجل القصير السلم على السور، فوصل بالضبط إلى قمة السور، ثم أعطى البروفيسور المنظار المكبر، وفجأة انحنى ليحتضن أرجل السلم من أسفل. الجسم الصغير المكتنز بالشحوم أعطى السلم اتزانا عجيبا.
كذلك أمسك التلميذ السلم بيديه، وقام البروفيسور بثني طرف بنطلونه الأسود، وبدأ يتسلق السلم في بطريقة لا غبار عليها. •••
أصبحت تجارة الرجل القصير بهذا الحال مبشرة بالنجاح؛ فالزبائن الذين يهبطون السلم وفي إحدى يديهم المنظار المكبر، يبدو عليهم جميعا الرضا الكامل، عادة ما تتألق أعينهم، وكذلك كان البروفيسور. حتى على فرض أنهم لم يستطيعوا رؤية شيء ذي قيمة؛ فمجرد التلصص على مكان يخاف من فيه من التعرض للرؤية إلى تلك الدرجة، به من متعة الانتقام ما يجعل سعر خمس دقائق بمائة ين، ثمنا رخيصا.
في الأيام التالية كان الرجل القصير قد اتفق مع المرشد السياحي للمجموعات السياحية، ووعد المرشد أن يجعل له نسبة.
وبهذا الشكل، في أيام الصيف المشمسة، من الصباح وحتى وقت الغروب، يتسلق السلم في الجانب الخلفي من سور دير «تنشيئن»، عشرات الرجال في بعض الأحيان، ممسكين في إحدى يديهم بالمنظار المكبر، ويهبطون السلم وملامح وجوههم تمتلئ برضا لا يمكن التعبير عنه.
لا يمكنك مطلقا أن ترى على وجوه من يزور الدير من الأمام فقط تلك الملامح أثناء عودته.
واتفاق الرجل القصير مع المرشد السياحي، قد أبعد عنه التعرض لزبائن خطرين مثل: موظفي البلدية أو رجال الشرطة. خلال أسبوع كامل كان كل شيء في تجارة الرجل القصير يسير على ما يرام.
Page inconnue