1927 : Sélections de nouvelles de Ryūnosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Genres
بعد أن خرجت من ذلك الفندق، مشيت مسرعا إلى بيت أختي الكبرى على الطريق الذي ذابت عليه الثلوج فانعكست فوقه السماء الزرقاء. اسودت أوراق وأغصان أشجار الحديقة العامة بأجمعها. ليس هذا فقط، بل تملك كل شجرة منها أمام وخلف مثل البشر تماما. وجعلني ذلك أشعر بما يشبه الرعب أكثر من الاستياء. فتذكرت الأرواح
2
التي تحولت إلى أشجار في جحيم دانتي، وقررت أن أمشي على الجانب الآخر من طريق الترام الكهربائي الذي تصطف فيه المباني فقط. ولكنني لم أستطع أن أسير مائة متر في ذلك الجانب. «أعتذر عن إيقافك في الطريق ...»
كان ذلك شابا في الثانية أو الثالثة والعشرين من العمر يرتدي زيا مدرسيا بأزرار ذهبية اللون. التزمت الصمت وتأملت ذلك الشاب، فاكتشفت شامة سوداء على الجانب الأيسر لأنفه. قال لي في رهبة بعد أن خلع قبعته: «هل أنت الأستاذ «أ»؟» «أجل.» «لقد توقعت بذلك ...» «هل تريد شيئا؟»؟ «كلا، لقد كنت أريد مقابلتك فقط. فأنا من محبي القراءة لك ...»
وقتها خلعت قبعتي للحظة فقط ثم تركته خلفي وبدأت السير. الأستاذ، الأستاذ «أ» ... تلك الكلمة هي أكثر الكلمات التي تسبب لي الاستياء حاليا. لقد كنت أؤمن أنني ارتكبت كل أنواع الذنوب. ولكنهم استمروا ينادونني بلقب أستاذ كلما سنحت لهم الفرصة. ولم يكن بوسعي إلا أن أشعر في ذلك الوقت بأن أحدهم يسخر مني. أحدهم؟ ولكن ليس أمام المادية التي أؤمن بها إلا أن ترفض الروحانية. لقد نشرت الكلمات التالية قبل شهرين أو ثلاثة أشهر في إحدى المجلات الصغيرة. «إنني لا أملك أي نوع من أنواع الضمير بما في ذلك الضمير الفني. إنني لا أملك إلا الأعصاب فقط.»
كانت أختي الكبرى مع أطفالها الثلاثة قد لجئوا إلى ثكنة إيواء في العراء. كانت الثكنة التي لصقت عليها ورق بلون بني غامق من الداخل أبرد من الخارج. تبادلنا أحداثا متنوعة ونحن نوجه أيادينا ناحية مدفأة الفحم. كان زوجها صاحب الجسد المتين يحتقرني احتقارا غريزيا بسبب نحافتي المفرطة. ليس هذا فقط بل كان يعلن على الملأ أن مؤلفاتي غير أخلاقية. فكنت دائما أنظر إليه وهو يقول ذلك ببرود ولم يحدث أن تحدثت معه حديثا وديا، ولكن أثناء حديثي مع أختي، بدأت أدرك تدريجيا أنه هو أيضا كان ساقطا في الجحيم مثلي. مثلا يقول إنه رأى بالفعل عفريتا داخل قطار النوم. ولكنني أشعلت النار في سيجارة واجتهدت في مواصلة الحديث عن الأمور المالية فقط. «مهما تكن الظروف أرى في تلك الحالة أنه من الأفضل أن نبيع كل شيء.» «هذا صحيح. ترى كم يبلغ سعر الآلة الكاتبة؟» «أجل، بالإضافة أيضا هناك اللوحات.» «وبالمناسبة أيضا، هل نبيع اللوحة الشخصية للسيد «ن» (زوج أختي)؟ ولكنها ...»
عندما نظرت إلى اللوحة التصويرية التي بلا إطار المعلقة على حائط الثكنة، شعرت أنني لا أستطيع المزاح حتى بطيش. كان وجه الزوج الذي مات دهسا بالقطار عبارة عن كتلة لحم فقط، لم يتبق منه إلا شاربه الخفيف على الفم. بلا شك كان هذا الحديث - بالطبع الحديث نفسه - منفرا، ولكن كانت لوحته الشخصية بالطبع سليمة ولكن لسبب ما كان الشارب فقط باهتا. ظننت أن ذلك بسبب درجة الإضاءة؛ لذا نظرت إلى تلك اللوحة المرسومة بألوان الشمع من مواضع مختلفة. «ماذا تفعل؟» «لا شيء، ولكن فقط ما حول الفم في تلك اللوحة ...»
أجابت أختي وهي تنظر خلفها أنها لا تنتبه لشيء: «ألا ترين أن الشارب خفيف بشكل مريب؟»
لم يكن ما رأيته وهما، ولكن إن لم يكن وهما ... قررت أن أترك بيت أختي قبل أن تعد لي طعام الغداء. «حسنا، لا بأس.» «ربما آتي غدا ... لأنني اليوم سأذهب إلى أوياما.» «آه ، هناك؟ هل ما زالت صحتك سيئة؟» «إنني لا أتناول إلا الدواء فقط. لو المنوم فقط فهو شاق للغاية. فيرونال، نويرونال، ترايونال، نومال ...»
بعد ثلاثين دقيقة تقريبا، دخلت أحد المباني، وركبت المصعد للطابق الثالث. ثم بعد ذلك كنت على وشك دفع باب زجاجي لمطعم والدخول فيه، ولكن لم يتحرك الباب الزجاجي. ليس هذا فقط، بل لقد تدلت لافتة مطلية بالورنيش كتب عليها «يوم العطلة الأسبوعي». في النهاية أصبت بالاستياء، وقررت العودة إلى الطريق مرة أخرى وصورة الأطباق التي امتلأت بالتفاح والموز فوق الطاولة على الجهة الأخرى من الباب الزجاجي باقية في عيني. وعندها احتك بكتفي شابان كانا يحاولان دخول هذا المبني وهما يتحدثان معا بحيوية. ويبدو أن أحدهما كان يقول في تلك اللحظة «فغضبت!»
Page inconnue