1927 : Sélections de nouvelles de Ryūnosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Genres
xx
التي تبلغ حمولتها عشرين ألف طن وراياتها منزلة وسط المطر.
قبل أن تمر ثلاثة أيام على وصول البارجة للميناء، أمر نائب القبطان بالسماح لكل جندي يصيد فأرا أن ينزل الميناء لمدة يوم، من أجل القضاء على تلك الفئران، وبالطبع منذ أن أصدر نائب القبطان ذلك الأمر تحمس جنود مشاة البحرية وجنود الآليات في اصطياد الفئران، وعلى الفور بدأ عدد الفئران يتناقص بوضوح بسبب جهود هؤلاء الجنود، وبالتالي لم يعدم الأمر وقوع الصراع بينهم على الإمساك بفأر واحد. «إن الفئران التي يأتي بها الجنود مؤخرا، كلها ممزقة تمزيقا شديدا، يمسك الجميع بالفأر من كل جانب ويجاذبونه فيما بينهم.»
هكذا تحدث الضباط الذين تجمعوا معا في غرفة صغار الضباط وهم يضحكون، وكان الملازم «أ» الذي يحمل وجها يشبه الفتيان من بين هؤلاء الضباط. إن الملازم «أ» الذي نشأ باسترخاء في حياة قريبة من التقلبات، لم يكن يفهم شيئا في الحياة حقا، ولكنه كان يعرف بوضوح سبب رغبة جنود البحرية وجنود الآليات في النزول إلى الميناء، ينفث الملازم «أ» دخان سيجارته وهو يرد على أحاديثهم هكذا: «هو كذلك بالتأكيد، حتى أنا ربما أمزقه إربا.»
لا شك أن كلماته تلك لا يقولها إلا أعزب مثله، ولأن صديقه الملازم «ي» تزوج منذ عام تقريبا كان يتعمد أن يصب ضحكاته الباردة على جنود مشاة البحرية وجنود الآليات على الأغلب، ومن المؤكد أن ذلك يتوافق كذلك مع وضعه المعتاد في ألا يظهر أمامهم ضعفه بسهولة، حتى في وقت سكره بشرب الكثير من الجعة بشاربه البني القصير يضع خدوده فوق المنضدة أحيانا يقول للملازم «أ»: «ما رأيك؟ لم لا نصطاد نحن أيضا الفئران؟»
في صباح مشمس بعد أمطار، أعطى الملازم «أ» الذي كان الضابط المناوب على ظهر البارجة إذنا بالنزل إلى الميناء لجندي يسمى «س»، والسبب أن ذلك الجندي قد اصطاد فأرا صغيرا، بل كان فأرا كان الأعضاء بلا نقص. نزل «س» ذو الجسم المتين والقوي حتى بين أقرانه من سلم البارجة الضيق في يوم مشمس نادر الظهور، وعندها تحدث إليه أحد زملائه تصادف صعوده بخفة جسمه في نفس اللحظة على السلم مازحا: «استيراد؟» «أجل، استيراد.»
ولم يعقل ألا يصل حديثهما إلى سمع الملازم «أ»، فاستدعى «س» لكي يعود، وسأله وهو يقف على ظهر السفينة عن معنى الحوار الذي دار بينهما. «ماذا تعني بكلمة استيراد؟»
كان «س» يقف مستقيما في وضع انتباه وينظر إلى وجه الملازم «أ»، ولكن كان من الواضح أنه يبدو عليه أنه في ورطة بالغة. «الاستيراد هو حمل شيء وجلبه من الخارج.» «من أجل ماذا تحمله وتجلبه من الخارج؟»
ولكن يعرف الملازم «أ» بالتأكيد من أجل ماذا يحمله ويجلبه من الخارج، ولكنه عندما رأى «س» لا يجيب، شعر فجأة بالسخط تجاهه، فلكم وجهه بكل ما أوتي من قوة، ترنح «س» قليلا ولكنه عاد على الفور إلى وضع الثبات. «من الذي حمله وأتى به من الخارج؟»
لم يجب «س» بأية إجابة، ومع تأمل الملازم «أ» له تخيل أنه يلكمه مرة ثانية على جانب وجهه. «من؟» «زوجتي!» «هل أتت به عندما جاءت للزيارة؟» «أجل.»
Page inconnue