1927 : Sélections de nouvelles de Ryūnosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Genres
أخيرا رفع لاب رأسه وأخرج من منخاره صوتا حزينا، وقال: «اليوم وأنا أنظر من النافذة همست بلامبالاة قائلا: «تفتح البنفسج قاتل الحشرات.» وعندها شحب وجه أختي الصغرى فجأة، وتعاركت معي قائلة: «أجل في كل الأحوال أنا بنفسج قاتل حشرات.» علاوة على ذلك قامت أمي أيضا بالهجوم علي لأنها أكبر محاب لأختي.» «ولماذا غضبت أختك من كلمة تفتح بنفسج قاتل الحشرات؟» «لا أدري، ربما أنها أخذت معناها على أنه الإمساك بذكور الكابا. وهنا تدخلت خالتي التي على علاقة سيئة مع أمي ولذا أصبح الأمر جلبة كبرى، بل وسمع أبي - الذي يظل سكران طوال العام - العراك فبدأ يضرب ويلكم الجميع دون تمييز، ومع أن هذه لوحدها مشكلة لا نهاية لها، إلا أن أخي الأصغر في غضون ذلك سرق حافظة نقود أمي، وذهب لمشاهدة السينما. وأنا ... أنا لم أعد أطيق ...»
دفن لاب وجهه بين كفيه، وتوقف عن الكلام وأخذ يبكي. وبالتأكيد تعاطفت معه، وفي نفس الوقت، تذكرت بالتأكيد احتقار الشاعر توك للنظام الأسري. خبطت على كتف لاب وواسيته بكل ما لدي من جهد. «إن هذا يحدث في جميع الأسر، أرجو منك أن تظهر بسالة وشجاعة لمواجهة الموقف.» «ولكن ... إن لم يكن منقاري قد تعفن ...» «ما باليد الحيلة إلا الاستسلام لذلك الأمر. حسنا، دعنا نذهب معا إلى بيت توك». «إن توك يحتقرني؛ لأنني لا أستطيع أن أتخلى عن الأسرة بجراءة مثله.» «إذن لنذهب إلى بيت كراباك.»
وقد بت بعد حفل الموسيقى إياه صديقا لكراباك أيضا، فقررت أن أصحب لاب إلى بيت ذلك الموسيقار العظيم. كان كراباك يعيش في رفاهية من العيش مقارنة بتوك، ولكن لا يعني هذا أنه يعيش مثل الرأسمالي غيل، ولكن يمتلئ البيت بالعديد من التحف الأثرية، تتراص في أرجاء الغرفة تماثيل تناغرا وخزف فارسي وأرائك تركية الطراز، ودائما يلعب أطفاله تحت صورة بورتريه لكراباك نفسه، ولكنه كان اليوم لسبب مجهول يجلس شابكا ذراعيه حول صدره بملامح وجه كئيبة. ليس هذا فقط بل تناثرت قمامات كثيرة من الأوراق تحت أقدامه. يفترض أن لاب التقى كراباك عدة مرات مع توك، ولكنه يبدو أنه خاف من حالته تلك، وانحنى له اليوم بأدب بالغ، وجلس في ركن الغرفة صامتا.
سألت الموسيقار العظيم على سبيل التحية: «ماذا حدث يا كراباك؟» «ما الذي حدث؟ هذا الناقد الأحمق! يقول إن أشعاري الغنائية لا يمكن مقارنتها بأشعار توك.» «ولكنك موسيقار ...» «إن هذا فقط ما قاله لكنت أستطيع الصبر، ولكنه أضاف أنني لا قيمة لي كموسيقار مقارنة بلوك.»
كان لوك موسيقارا غالبا ما يقارن بكراباك، ولكن للأسف لأنه لم يكن عضوا في نادي السوبرمان، لم يسبق لي التحدث معه ولو لمرة واحدة، ولكنني كنت فقط أرى أحيانا وجهه الذي يحمل طبيعة خاصة بمنقاره الملوي لأعلى في صور له. «لا شك أن لوك أيضا عبقري، ولكن موسيقى لوك ليست مثل موسيقاك التي يفيض منها الحماس والشغف الحديث.» «هل أنت ترى ذلك حقا؟» «بالتأكيد هذا ما أعتقده.»
فقبض كراباك بيده على تماثيل تناغرا وألقى بها على الأرض محطما إياها، وبدا أن لاب دهش بشدة فصرخ صرخة مجهولة وحاول القفز هاربا من البيت، ولكن أشار كراباك له ولي بيده بما معناه «لا تندهشا»، ثم بدأ يتحدث ببرود وهدوء: «ذلك
«أنت؟ أرجوك لا تتظاهر بالتواضع!» «ومن الذي يتظاهر بالتواضع؟ فأولا إن كنت بدرجة التظاهر أمامكم أنتم، لكنت تظاهرت أمام النقاد، إنني كراباك العبقري. في هذه النقطة لا أخشى لوك.» «ماذا تخشى إذن؟» «أخشى شيئا مجهول المحتوى ... أي إنني أخشى النجم الذي يسيطر على لوك.» «إنني لا أفهم على وجه الدقة.» «إذن هل تفهم إن قلت كما يلي: إن لوك لا يتأثر بي، ولكنني في غفلة من الزمن أصبحت أتأثر بلوك؟» «إن حساسيتك العاطفية ...» «انتظر واسمعني ! ليس الأمر شأن حساسية عاطفية، إن لوك مطمئن أنه ينجز عملا لا يستطيع إنجازه سواه، ولكنني أصاب بالانفعال، وهذا بالنسبة إلى لوك مجرد بعد بمقدار خطوة واحدة فقط، ولكنه بالنسبة لي عشرة أميال من البعد.» «ولكن موسيقاك البطولية ...»
ضيق كراباك من حدقة عينيه ورمق لاب بنظرات حادة مؤلمة. «اصمت! ما الذي يفهمه شخص مثلك؟! إنني أعرف لوك. إنني أعرف لوك أكثر من الكلاب التي تنبطح أرضا وتطلب السماح من لوك.» «حسنا، حاول أن تهدأ!» «دائما أفكر: ... آه لو كنت قادرا على التزام الهدوء، إنني أعلم جيدا أن الفيلسوف ماغ يقول: «إن شيئا لا نعرفه وضع لوك أمام كراباك من أجل السخرية منه.» مع أنه لا يفعل إلا قراءة الكتب العتيقة دائما تحت قنديل بسبعة ألوان.» «لماذا؟» «انظر إلى كتاب «كلمات الأحمق» الذي ألفه ماغ مؤخرا ...»
ثم أعطاني كراباك أحد الكتب ... بل الأصح القول إنه قذف به إلي، ثم بعد ذلك رجع يشبك ذراعيه على صدره، وقال بعنف: «حسنا يكفي هذا اليوم.»
وقررت أن أخرج للشارع مرة أخرى مع لاب الذي كان في كآبة شديدة. تراصت المحلات على جانبي الطريق تحت ظلال أشجار الزان في الشارع الذي كثر فيه المارة كالمعتاد. كنا نمشي صامتين بدون هدف، وعندها مر أمامنا الشاعر توك بشعره الطويل، وعندما رآنا توك، أخرج من جراب بطنه منديلا ومسح جبهته عدة مرات. «أهلا، لم نتقابل منذ مدة، لقد كنت ذاهبا لزيارة كراباك بعد فترة غياب ...»
Page inconnue