Sélections de contes anglais
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
وقال الشيخ: «أعتقد يا سيد ده بولييه أنك لا تدرك حق الإدراك ما أعرضه عليك من الخيار. فأرجو أن تتبعني إلى هذه النافذة.» ومضى أمامه إلى إحدى النوافذ الكبيرة المفتوحة على ظلام الليل وقال: «ترى أن في البناء من فوق حلقة من الحديد، فيها حبل متين. والآن أصغ إلي: إذا وجدت أن زهدك في ابنة أخي لا يغالب ولا يفتر، فسأشنقك بهذا قبل طلوع الشمس. ولن أفعل ذلك حين أضطر إليه إلا وأنا شديد الأسف، لو صدقت، فليس موتك طلبتي، وإنما مبتغاي كفالة المستقبل لابنة أخي. ولكنه لا حيلة لي سوى هذا إذا عاندت. إن أسرتك يا سيدي ده بولييه كريمة، ولكن لو أنك كنت من نسل شرلمان، لما كان لك أن ترفض يد سيدة من آل مالتروا وأنت آمن - حتى ولو كانت مبتذلة كطريق باريس - حتى ولو كانت دميمة كالميزاب الذي على بابي. وليس لابنة أخي، ولا لك، ولا لإحساسي الخاص، شأن أو دخل في هذا الموضوع، وإنما تعرض شرف بيتي لما يخدشه. وإني أعتقد أنك الذي اجترح هذا الإثم، وأنت على الأقل أصبحت عارفا بالسر ومطلعا عليه، فليس لك أن تتعجب إذا طلبت منك أن تمحو هذه الوصمة، وإذا لم تفعل فإن دمك يكون على رأسك، وتكون أنت الجاني على نفسك. ولن يكون من بواعث اغتباطي أن أرى جثمانك يضطرب في الهواء، تحت نوافذي. ولكن نصف الرغيف خير من لا خبز، وإذا لم يسعني أن أمحو الوصمة فسأخنق على الأقل، الفضيحة.»
وكان صمت.
ثم قال دنيس: «أعتقد أن هناك طرقا أخرى لفض النزاع بين الرجال ذوي الشرف والكرامة. وإن معك لسيفا وقد سمعت أنك استعملته بحذق.»
فأومأ سيد ده مالتروا إلى القسيس فقطع أرض الحجرة بخطى واسعة صامتة ونحى السجف عن ثالث الأبواب، وبعد هنيهة أرخاه كما كان، ولكن دنيس وسعه أن يرى أن الدهليز المظلم غاص بالرجال المدججين بالسلاح.
وقال سيد ده مالتروا: «لما كنت أصغر قليلا، كان يسرني أن أشرفك يا سيد ده بولييه ولكني الآن أسن من أن أفعل ذلك. والأتباع الأوفياء هم عضلات الشيخوخة وزنودهم، ولا معدى لي عن استعمال ما لدي من قوة. وهذا من أشق ما يضطر المرء إلى احتماله كلما علت به السن، ولكن بقليل من الصبر يصبح الأمر عادة. وأنت وابنة أخي تفضلان على ما يظهر أن تقضيا في هذه الحجرة ما بقي لكما من الساعتين المضروبتين أجلا، ولست أحب أن أعترض لكما طريق رغبة، لذلك أخلي لكما الحجرة مسرورا!»
ورأى نظرة خطرة في عيني دنيس فرفع يده زاجرا وقال: «لا تتسرع! إذا كانت نفسك تثور على الشنق فإنه لا يزال أمامك ساعتان تلقي بعدهما نفسك من النافذة، أو تلقيها على حراب أتباعي. والساعتان من العمر هما دائما ساعتان ، وقد يحدث كثيرا مما ليس في الحسبان حتى في مسافة وجيزة من الزمن كهذه. وإذا كانت فراستي لم تخني، فإنه يبدو لي أن ابنة أخي تريد أن تحدثك بشيء ولا أحسبك ترضى أن تشوه ما بقي لك من العمر بسوء الأدب مع سيدة!»
فنظر دنيس إلى بلانش، فأومأت إليه متوسلة ضارعة.
ويظهر أن الشيخ الهرم سره جدا هذا الفهم، فقد ابتسم لهما وقال بلهجة لينة: «إذا بذلت لي وعدا بشرفك يا سيدي بولييه أن تنتظر عودتي عند انقضاء الساعتين، قبل أن تخاطر بشيء، فإني مستعد أن أصرف أتباعي وأن أدعك تتكلم مع الآنسة وأنت آمن أن يسمعك أحد.»
فنظر دنيس مرة أخرى إلى الفتاة، فألفاها تتوسل إليه بعينها أن يقبل.
فقال: «أعدك بشرفي.»
Page inconnue