Sélections de contes anglais
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
ثم قال السيد مالتروا: «تفضل بالدخول. لقد كنت أنتظر مقدمك طول هذا المساء.»
ولم ينهض وهو يدعوه، ولكنه شفع دعوته بابتسامة، وحنى رأسه قليلا على سبيل التلطف. فشعر دنيس بقشعريرة قوية من المقت والتقزز تسري في عظامه، وكان هذا وقع الابتسامة وفعل تمتمة غريبة مهد بها الرجل لكلامه. وقد كاد دنيس، لما عراه من اضطراب الذهن، وما جاشت به نفسه من بغض الرجل، لا يجد كلاما يقوله في جواب ما سمع.
ثم وجد لسانه فقال: «أظن أن خطأ مزدوجا قد وقع، فإني لست من تتوهمني. ويظهر أنك كنت ترتقب زائرا، ولكني أؤكد لك أن هذا التطفل مني لم يكن يجري لي في خاطر، ولا كانت تدفعني إليه رغبة.»
فقال الرجل بلهجة المتسامح: «حسن. حسن. هذا أنت هنا، وهذا هو المهم. اقعد يا صاحبي، واسترح. وسنرتب ما بيننا من الأمور التافهة حالا.»
ورأى دنيس أن الغلط لا يزال يعقد الأمر فأراد أن يمضي في بيانه وقال: «إن بابك ...»
فرفع الرجل حاجبيه المحددين وقال: «بابي؟ إنه آية صغيرة من آيات الذكاء والبراعة.» وهز كتفيه «هوى لي في الكرم! وقد قلت إنك لم تكن راغبا في لقائي ومعرفتي. ونحن الشيوخ نعرف هذا الزهد فينا والعزوف عنا أحيانا، وإذا مس ذلك شرفنا التمسنا وجوه الحيلة للتغلب عليه. لقد جئت غير مدعو، ولكن صدقني حين أقول إني أرحب بك.»
فقال دنيس: «إنك تلج في الخطأ يا سيدي، فما ثم أي شأن بيني وبينك وإني لغريب في هذه البلدة. واسمي دنيس ده بولييه. وإذا كنت تراني الآن في بيتك فذاك ...»
فقاطعه الرجل: «يا صاحبي أرجو أن تسمح لي برأيي في هذا الموضوع وأحسبه يخالف رأيك في اللحظة الحاضرة» ثم أضاف بضحكة: «وستظهر الأيام أينا كان المصيب وأينا المخطئ.»
فأيقن دنيس أن هذا الرجل مخبول ملتاث العقل، وهز كتفيه وقعد، وقد راض نفسه على الصبر حتى يرى ختام الأمر. وتلت ذلك فترة صمت خيل إليه في أثنائها أنه سمع همهمة كهمهمة الصلاة وراء الستر المقابل له. وكانت حرارة الصوت على الرغم من خفوضه تشي بالعجلة الشديدة أو الألم الوجيع. وخطر له أن هذا الستر يحجب مدخل المعبد الذي رآه من الزقاق.
وكان الرجل في أثناء ذلك يلحظ دنيس ويقيسه من رأسه إلى قدمه، وهو يبتسم، وكان من حين إلى حين يخرج أصواتا كأصوات الطير أو الجرذان تدل على الرضى والارتياح. وصارت الحالة بسرعة مما لا يطاق، وأراد دنيس أن يضع حدا لها فقال بتلطف: إن الرياح قد سكنت.
Page inconnue