Sélections de contes anglais
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
فقلت: «سأنقدك خمسين سنتا ليس إلا.»
فقال بلهجة المتطامن: «لا ريب يا سيدي، ولكنه كان لا بد لي في هذا الصباح من الحصول على الريالين.»
وعدت إلى الفندق، وأبرقت بالأكاذيب وزعمت في برقيتي أن الآنسة أزاليا أدير تطلب ثمانية سنتات أجرا للكلمة الواحدة. فجاءني الرد: «أجبها إلى سؤالها وعجل يا غبي.»
وقبيل العشاء أقبل علي «الماجور» ونتورث كازويل يحييني تحية من طال افتقاده لصديقه، وقل بين من عرفت في حياتي من أثاروا في نفسي شعور الكراهية لهم من أول لحظة، كما فعل هذا الرجل، يضاف إلى هذا أن التخلص منه لم يكن بالأمر السهل، وكنت واقفا عند المشرب «البار» لما «غزاني» فلم يتيسر لي أن أنشر في وجهه الراية البيضاء، وكان يسرني أن أدفع ثمن الشراب، على رجاء الخلاص، ولكنه كان من أولئك السكيرين الحقراء، الصخابين الذين ينشدون الإعلان عن أنفسهم، ويودون لو عزفت الموسيقى وأطلقت الألعاب النارية كلما أنفقوا سنتا واحدا على حماقاتهم.
واتخذ هيئة المليونير وهو يخرج ورقتين كل منهما بريال ويلقي بواحدة على المشرب فوقعت عيني مرة أخرى على الورقة المقطوعة زاويتها العليا من اليمين، والممزقة من الوسط، وقد وصل النصفان بورقة زرقاء، فهي تطالعني ثانية، ولا يمكن أن تكون غيرها.
وصعدت إلى غرفتي، وقد اعتراني الملل والتعب والسهوم من هذه المدينة الجنوبية الكئيبة التي لا ينقطع مطرها ولا يحدث فيها شيء يختلف به الحال وتتنوع وجوه الحياة، وأذكر أني قبل أن يأخذني النوم فكرت في أمر هذه الورقة النقدية فقلت لنفسي والنعاس يغالبني: «يخيل إلي أن كثيرين هنا يملكون أسهما في شركة حوذية! وتالله ما أسرع ما يقبض الشركاء أرباحهم! ومن يدري ...»، وهنا غلبني النوم.
وكان «الملك سيتوايا» في مكانه في اليوم التالي، فأركبني ورض لي بدني في الطريق الوعر إلى البيت رقم 861. وقد أوصيته أن ينتظر ليرض لي عظامي مرة ثانية في الإياب.
وكانت أزاليا أدير أنظف، وأشد اصفرارا، وأضعف منها في اليوم السابق ووقعت العقد الذي يجري أجرها على الكلمة الواحدة ثمانية سنتات، فزاد لونها امتقاعا، وانحدرت عن كرسيها إلى الأرض مغشيا عليها، فحملتها بلا عناء إلى الأريكة العتيقة، ثم ذهبت أعدو وأصيح بالزنجي أن يدعو طبيبا، فأبدى من العقل ما لم أكن أتوقع منه، وترك جواديه المعروقين وراح يجري وقد أدرك قيمة السرعة، وعاد بعد عشر دقائق ومعه طبيب حاذق وقور أبيض اللحية، فشرحت له في بضع كلمات (قيمة الواحدة منها دون ثمانية سنتات بكثير) سبب وجودي في هذا البيت الفارغ الحافل مع ذلك بالأسرار والمعميات، فانحنى لي وقد فهم عني، والتفت إلى الزنجي العتيق وقال بلهجة متزنة: «يا عم قيصر، اجر إلى بيتي واطلب من الآنسة لوسي أن تعطيك ملء وعاء من اللبن الطازج، وقدحا من النبيذ وعد بسرعة. لا تركب، اجر؛ فإني أريد أن تعود في هذا الأسبوع!»
فخطر لي أن الدكتور مريمان أيضا يشك في قدرة جوادي الزنجي على العدو، وبعد أن خرج العم قيصر مسرعا إلى الشارع رماني الطبيب بنظرة فاحصة ولكنها رقيقة، وقال: «إنها مسألة غذاء غير كاف، وبعبارة أخرى، هذه نتيجة الفاقة والكبرياء والجوع. وإن للسيدة كازويل لأصدقاء مخلصين عديدين يسرهم أن يمدوا إليها يد المعونة، ولكنها لا تقبل شيئا إلا من ذلك الزنجي العتيق - العم قيصر - الذي كان فيما مضى عبدا لأسرتها.»
فسألت متعجبا: «السيدة كازويل؟»
Page inconnue