Sélections de contes anglais
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
وكان البيت الذي وقفنا عنده عتيقا متداعيا. وهو قائم على مسافة ثلاثين ذراعا من الطريق، وأمامه عدة أشجار جميلة، ونباتات هائجة لم تشذب أو تقلم. وكان النبات يكاد يحجب السور الباهت، وكان مصراعا الباب مربوطين بحبل، فإذا دخلت أيقنت أن البيت لم يبق منه إلا طيف أيامه الخوالي. ولكني لم أدخله بعد، فيحسن أن أقصر حتى أفعل.
لما كفت العجلات عن ضوضائها، ووقف الجوادان المكدودان، ناولت السائق خمسين سنتا، وشيئا على سبيل التجزية، وشعرت وأنا أفعل ذلك بوهج الكرم، ولكنه رفض وقال: «الأجر ريالان يا سيدي.»
فقلت: «كيف؟ لقد سمعتك بوضوح تام تقول عند الفندق خمسون سنتا إلى أي مكان في المدينة.»
فقال بعناد: «ريالان يا سيدي. هذه مسافة طويلة من الفندق.»
فقلت: «إنها داخل نطاق المدينة، فلا تتوهم أنك وقعت على أبله يا صاحبي. أترى هذه الجبال؟ وأشرت إلى الشرق (وكنت أنا نفسي لا أراها من المطر!)، لقد ولدت ونشأت في الناحية الأخرى منها، أفلا تستطيع أيها الزنجي الأحمق أن تميز الناس وتعرف بعضهم من بعض حين تراهم؟»
فلان ما كان جامدا من وجه الملك ستيوايا، وقال: «أوأنت من أهل الجنوب يا سيدي؟ أحسب أن حذاءيك هما اللذان خدعاني وغلطاني.»
فقلت: «أحسب أن الأجرة الآن خمسون سنتا.»
فطاف بصفحة وجهه مزيج من الحرص والعداء، ولكنه ما لبث أن زال فقال: «يا سيدي، الأجر خمسون سنتا، ولا جدال، ولكن بي حاجة إلى هذين الريالين يا سيدي. إني مضطر أن أحصل عليهما. ولست أطلبهما منك، بعد أن عرفت من أين جئت، ولكني أقول فقط إن بي فقرا شديدا إلى هذا القدر الليلة، والعمل نزر، وشحيح الخير.»
وانطبعت على أسارير وجهه آيات الثقة والاطمئنان، فقد كان أسعد حظا مما كان يرجو. فبدلا من أن يقع على غرير جاهل بالأجور، ألفى نفسه حيال كنز موروث!
وقلت وأنا أدفع يدي في جيبي: «يا لك من لعين! لأولى بك أن تسلم إلى الشرطة!»
Page inconnue