Sélections de contes anglais
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
وقال الرجل: «والآن، إذا شئت يا سيدي، تفضل بنا إلى فوق لنريك غرف النوم.»
وكانت هذه الغرف حسنة التهوية، تدخل السرور على النفس، وكانت جدرانها مورقة، وعلى نوافذها ستائر قطنية مطبوعة، وأثاثها كالمعهود في حجرات النوم الفرنسية. وكانت إحداها تبدو كأن هناك من يستعملها، فقد كان فيها متاع وأشياء - أشياء شخصية - لامرأة. وكانت آخر ما دخلنا من الغرف، وهي مقدمة وتطل على البحر، ورأيت على المنضدة فيها أمشاطا وفرشا، وعلى المكتب الصغير أقلاما ومحبرة ومحفظة، وعلى الرفوف كتبا مرصوصة، وعلى الصفة صورا شمسية في إطاراتها، وفي الصوان ثيابا معلقة، وعلى الأرض أحذية وخفافا نظيفة مرتبة، وعلى السرير حبسا مبسوطا، من الحرير الأزرق، وعلى الحائط مما يلي السرير، صليبا معلقا وإلى جانبه وعاء من الخزف فيه ماء مقدس.
فالتفت إلى الرجل وامرأته وقلت: «يظهر أن هذه الغرفة مسكونة.»
فلم يبد على السيدة ليرو أنها سمعت ما قلت، فقد كانت شاخصة لا تطرف وكانت شفتاها متباعدتين، وعلى وجهها سيماء الضجر كأنما يكون من دواعي سرورها أن نفرغ من تجوابنا في البيت وطوافنا بغرفه، أما السيد ليرو فرفع يده إلى السقف بإيماءة غريبة وقال: «كلا، إن الغرفة ليست مأهولة في الوقت الحاضر.»
ونزلنا، وعقدنا الاتفاق على أن أتسلم البيت للسكنى مدة الصيف ، وأن تقوم السيدة ليرو بطبخ الطعام لي، ووعد السيد ليرو أن يركب إلى دييب يوم الأربعاء ليعود بي وبحقائبي. •••
وفي يوم الأربعاء، كنا عائدين، ومضى نصف ساعة ونحن صامتان، وإذا بالسيد ليرو يقول لي فجأة: «هذه الغرفة يا سيدي ... الغرفة التي ظننت أنها مأهولة؟»
فقلت، وقد رأيته يسكت: «نعم ... ما لها؟»
قال: «إن لي اقتراحا أعرضه عليك.»
وكان يتكلم وبه على ما خيل إلي، خجل، وفي لهجته ما يدل على الإصرار وكانت عينه على أذني حصانه.
فقلت: «هات اقتراحك.»
Page inconnue