وكعبةٌ كانت الآمال تعمرها ... فاليوم لا عاكف فيها ولا بادي
كم من دراري سعدٍ قد هوت ووهت ... منهم وكم دررٍ للمجد أفراد
نورٌ ونورٌ فهذا بعد نضرته ... ذوى وذاك خبًا من بعد إيقاد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ ... في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد
ويا مؤمل واديهم لتسكنه ... خف القطين وجف الزرع بالوادي
ضللت سبل الندى يا ابن السبيل ... فسر لغير قصدٍ فما يهديك من هادي
إن يخلعوا فبنو العباس قد خلعوا ... وقد خلت قبل حمصٍ أرض بغداد
ذلوا وكانت لهم في العز مرتبةٌ ... تحط مرتبتي عادٍ وشداد
سارت سفائنهم والنوح يتبعها ... كأنها إبلٌ يحدو بها الحادي
وقال من أخرى:
لكل شيءٍ من الأشياء ميقات ... وللمنى من مناياهن عايات
والدهر في صبغة الحرباء منغمسٌ ... ألوان حالاته فيها استحالات
ونحن من لعب الشطرنج في يده ... وربما قمرت بالبيدق الشاة
انفض يديك من الدنيا وساكنها ... فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضي قد كتمت ... سريرة العالم العلوي أغمات
وطوت مظلتها لا بل مذلتها ... من لم يزل فوقه للعز رايات
وكان ملء عيان العين تبصره ... وللأماني في مرآه مرآة
رماه من حيث لم تستره سلبغةٌ ... دهرٌ مصيباته نبلٌ مصيبات
1 / 28