302

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genres

وفضيلة الإيمان التي ذكروها قد حرمها أهل الكبائر أنفسهم ومنعوها إياها، ولو أنهم أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف وعملوه، ونهوا عن المنكر وتركوه لكانوا لتلك الفضيلة حارزين، ولاسمها مستحقين؛ لأن هذه الأسماء التي يسمي الله بها أولياءه من المؤمنين والمتقين والبارين والمهتدين، فإنما هي من مجازاتهم على إيمانهم وبرهم وتقواهم، كما أن الأسماء التي سمى بها أعداءه من الكافرين والظالمين والفاسقين والضالين والفجار مجازاة لهم على أفعالهم وفجورهم وظلمهم، فجعل تسمية كل واحد من الفريقين مجازاة لهم على أفعالهم.

وأما سؤالهم عن الاسم الذي يسمى به من آمن بالله وبمحمد رسول الله، وآمن برسل الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، إذا هو ضيع الفرائض وارتكب الكبائر فإنا نسميه بالذي سماه الله به، فنقول الذي آمن، ولا نقول: "مؤمن"، قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا) (¬1) فبذلك يسميهم ويناديهم في كل موضع من كتابه، ونسميه موحدا بالله غير مشرك به، مقرا بالله وبالرسل والملائكة والكتب واليوم الآخر، غير جاحد لذلك ولا منكر له.

¬__________

(¬1) سورة البقرة آية رقم 90.

Page 106