241

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genres

غير خلق الله؟ فقالوا: بلى، فقال لهم: هل عذب عليه لأنه غير خلق الله؟ فلو قالوا: نعم للزمهم التعذيب على كل ما لم يخلق، قياسا على قولهم: إذا عذب على الكفر، وهو غير خلق له، جاز أن يعذب على كل ما هو غير خلق له، ويقال لهم: أليس الكفر شيئا ومحدثا وعرضا وحركة أو سكونا؟ فإن قالوا: بلى هو كذلك، قيل لهم: فهل غضب منه لأنه حركة، أو لأنه سكون؟ فإن قالوا: نعم غضب منه لأنه كذلك، قيل لهم: فيجب أن يكون غضب من كل شيء، ومن كل محدث، ومن كل عرض، ومن كل حركة. فإن قالوا: نعم إن الذي غضب منه لأنه كفر، غير الذي لم يغضب منه لأنه شيء، ولأنه محدث، ولأنه عرض، ولأنه حركة أو سكون أثبتوا التغاير على الفعل والتجزية، وصاروا إلى قول أصحاب المعاني في الفساد. فإن قالوا: إن الذي غضب منه لأنه كفر هو الذي لم يغضب منه لأنه شيء، ولأنه محدث، ولأنه عرض، ولأنه حركة أو سكون أوجبوا على الفعل الذي لا يتجزأ الجهات. ويقال لهم: أرأيتم الفعل الذي أقدرنا الله عليه، هل أقدرنا عليه لأنه فعل؟ قالوا نعم، قلنا: فالذي أقدرنا عليه لأنه فعل، أهو الذي لم يقدرنا عليه لأنه شيء، ولأنه محدث، ولأنه عرض، ولأنه حركة، أو سكون أم الذي أقدرنا عليه لأنه فعل غير الذي لم يقدرنا عليه لأنه شيء، ولأنه محدث، ولأنه عرض، ولأنه حركة، أو سكون؟ فإن قالوا: الذي أقدرنا عليه لأنه فعل الذي لم يقدرنا عليه، لأنه شيء، ولأنه محدث، ولأنه عرض، ولأنه حركة أثبتوا على الفعل التغاير والتجزئة، فإن قالوا: الذي أقدرنا عليه لأنه فعل هو الذي لم يقدرنا عليه لأنه شيء، ولأنه محدث، ولأنه عرض، ولأنه حركة، أثبتوا للفعل الجهات.

Page 43