فتردد الكلام بين المتناظرين، وأما حقيقة الاجتهاد: فهو الحمل على النفس ما يشق عليها.
باب القول في القدر وفي إثباته، والرد على من قال بغير الحق في ذلك:
اختلف الناس في القدر وفي إثباته على أصل قولين: فقالت المعتزلة (¬1) :
¬__________
(¬1) المعتزلة: للباحثين والمؤرخين آراء كثيرة مختلفة حول تسمية المعتزلة بهذا الاسم: فالبعض يرى أنها للقول بالمنزلة بين المنزلتين، أي باعتزال صاحب الكبيرة عن المؤمنين والكافرين جميعا، والبعض يرى أنها لاعتزال أقوال المحدثة والمبتدعة، والبعض يرى أنها لمجانبة تقصير المرجئة وغلو الخوارج في مسألة مرتكب الكبيرة، والبعض يرى أنها لاعتزالهم قول الأمة بأسرها في قولهم بالمنزلتين. والسبب المشهور اعتزال واصل بن عطاء للحسن البصري بعد أن أقصاه عن مجلسه لقوله بالمنزلة بين المنزلتين. راجع المعتزلة لزهدي جار الله، وضحى الإسلام 3: 96، ومروج الذهب للمسعودي 6: 20، 7: 234، والبغدادي في الفرق بين الفرق 114 115، والتبصير: 40، والملل والنحل للشهرستاني 1: 46، ودراسات في الأصول الإباضية: بكير بن سعيد أعوشت، والتراث اليوناني في الحضارة الإسلامية 173 217..
Page 17