أما هيئة الشيء: فالمخبر عنه، وأما هيئة الموجود: فالحاضر، وقد يسمى الآتي موجودا توسعا، وأما هيئة المعدوم: فالغائب عن الوجود، وأما هيئة القديم: فالذي لا أول لوجوده، وهيئة الحادث (¬1) : ما لوجوده أول وآخر، هيئة القديم: ما وجد لا بعد أن لم يوجد، وهيئة الحادث: ما وجد بعد أن لم يوجد، وآخر: هيئة القديم ما وجد لا بعد عدم، وهيئة الحادث: ما وجد بعد عدم، وبعض الأجوبة من بعض.
أما هيئة المخلوق: فالمقدر المصنوع، آخر: هيئة المخلوق: الخارج من العدم إلى الوجود. أما هيئة الباقي: فما وجد بعد وجود، أما هيئة الفاني: فما عدم بعد وجود، ويسمى الصائر إلى الفناء (¬2)
¬__________
(¬1) الهيئة: لغة حال الشيء وكيفيته، وهي والعرض متقاربا المفهوم؛ إلا أن العرض يطلق على جميع مقولات الأعراض باعتبار عروضه لها، والهيئة تطلق عليها من حيث إنها حاصلة في موضوعاتها. وكثر استعمال لفظ الهيئة من الخارج، ولفظ الوصف في الأمور الذهنية. راجع الكليات لأبي البقاء 5: 84، رسالة ابن سينا في أقسام العلوم الفعلية؛ تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات، الرسالة الخامسة ص 111 112.
(¬2) فناء الشيء زوال وجوده، والفرق بينه وبين الفساد أن فناء الشيء عدمه، على حين أن فساده تحوله إلى شيء آخر.
قال ابن سينا: "في التفريق بين مادة الأجسام السماوية ومادة هذا العالم فيكون حدوثها (أي مادة الأفلاك) على سبيل الإبداع لا على سبيل التكوين من شيء آخر، وفقدها على سبيل الفناء، لا على سبيل الفساد إلى شيء آخر". راجع الأجرام ص 45.
والفناء عند الصوفية: عدم شعور الشخص بنفسه أو بشيء من لوازم نفسه، فإذا قال الصوفي: ليس في الوجود إلا الله عبر بذلك عن فناء ذاته في الذات الإلهية. ويقول الجرجاني: "وإليه أشار المشايخ بقولهم: الفقر سواد الوجه في الدارين، يعني الفناء في العالمين". راجع التعريفات 217.
Page 8