كان من قرية حرقل في فلسطين على الأصح، وقد تهذب في أحد الأديار ثم صير أسقفا على مرعش وكان يعقوبيا، وعني في ترجمة الأناجيل وغيرها من الأسفار المقدسة من اللغة اليونانية إلى اللغة السريانية بعد أن كان إخسنيا أسقف منبج قد وضع مثل هذه الترجمة قبل نحو مائة سنة، وترجمة الحرقلي هذه مشهورة عند اليعاقبة، ويستعملونها في كتب قداساتهم وصلواتهم الفرضية مع أن جميع السريان عدا اليعاقبة يستعملون النسخة السريانية المعروفة بالبسيطة المذاعة في الكنيسة السريانية منذ أيام الرسل، وله أيضا نافور للقداس ذكره الدويهي في فصل 7 من مؤلفي التواقير من كتابه المنائر العشر.
يوحنا أسقف بصرى بحوران
كان أسقفا على العرب المتنصرين في حيرة النعمان، وتوفي سنة 650، وألف نافورا ترجمه رينودوسيوس في مجلد ثان من كتابه في اللوزجيات، ويظهر منه أنه يعقوبي ويظهر أنه كتب شيئا في تفسير الأسفار المقدسة.
يوحنا أسقف فيلادلفية
كان أسقفا على فيلادلفية (وهي ربة عمون القديمة وعمان الآن) أقامه القديس مرتينوس الأول البابا نائبا له في المشرق، ولا سيما بطريركيتا أنطاكية وأورشليم، إذ كان بطاركة أنطاكية من أولي البدعة، وكان كرسي أورشليم خاليا من بطريرك؛ ليقيم فيها كهنة وشمامسة ، ويقبل من أراد أن يرعوي من أصحاب البدع، وكتب إلى غيره من الأساقفة ليكونوا معاونين له في مهامه، فأقام يوحنا المذكور سنين متطاولة يجاهد في هاتين البطريركيتين بمناصبة البدع، وتشجيع المؤمنين وإقامة الأساقفة والكهنة، ومن جملة من رقاهم إلى الأسقفية القديس يوحنا مارون إلى أسقفية البترون نحو سنة 675 ... وفي رواية أنه أخذه إلى رومة، فأقامه البابا سرجيوس الذي كان سوريا بطريركا على أنطاكية، ولا نعلم متى توفي يوحنا الفيلادلفي، وقلما عرفنا من الأساقفة غير هؤلاء في هذا القرن، فإن الاضطرابات السياسية التي كانت حينئذ في سورية بسبب فتح الخلفاء لها أوقفت اجتماعات الأساقفة، وكتاباتهم الهامة التي تؤخذ عنها أسماؤهم وأخبارهم.
الفصل الثالث
في تاريخ سورية الدنيوي في القرن الثامن
(1) في باقي الخلفاء الأمويين في دمشق
بعد وفاة عبد الملك بن مروان خلفه الوليد ابنه سنة 706، ومن جملة أعماله في سورية بناؤه جامع دمشق المعروف بالجامع الأموي، وأكمل أخوه سليمان عمارة هذا الجامع، والوليد هو الذي بنى أيضا قبة الصخرة في بيت المقدس، وتوفي سنة 96ه وسنة 715م، وخلفه أخوه سليمان بن عبد الملك في السنة المذكورة ورد المظالم، واتخذ ابن عمه عمر بن عبد العزيز وزيرا له، وسير أخاه مسلمة إلى القسطنطينية ليفتحها فلم يتوفق بذلك من قبل شدة البرد والعواصف، وقطع الميرة عنه فعاد خائبا إلى سورية وتوفي سليمان سنة 718.
فخلفه عمر بن عبد العزيز، أوصى إليه سليمان بالخلافة لما اشتهر مرضه، وكان ابن عمه ووزيره كما مر، فبويع بالخلافة سنة 718 المذكورة، ومن بواكير أعماله إبطاله سب علي بن أبي طالب على المنابر، وكان عفيفا زاهدا ناسكا وتوفي سنة 720.
Page inconnue