183

Le Contrôleur explicatif des anomalies des lectures coraniques et leur clarification

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

Enquêteur

محمد عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الکتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

بيروت

قال أبو الفتح: أما قراءة الحسن وقتادة: «بين المر»، بفتح الميم وخفة الراء من غير همز فواضح الطريق؛ وذلك أنه على التخفيف القياسى، كقولك فى الخبء: هذا الخب، ورأيت الخب ومررت بالخب، تحذف الهمزة وتلقى حركتها على الباء قبلها.
وتقول فى الجزء: هذا الجز، ورأيت الجز، ومررت بالجز. وعليه القراءة: «الّذى يخرج الخب فى السموات والأرض».
وأما قراءة الزهرى «المرّ» بتشديد الراء فقياسه: أن يكون أراد تخفيف المرء على قراءة الحسن وقتادة، إلا أنه نوى الوقف بعد التخفيف، فصار «المر» ثم ثقّل للوقف على قول من قال: هذا خالدّ، وهو يجعلّ، ومررت بفرجّ، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف فأقر التثقيل بحاله كما جاء عنهم قوله:
ببازل وجناء أو عيهلّ … كأن مهواها على الكلكلّ
يريد: العيهلّ، والكلكل، وكبيت الكتاب:
ضخما يحبّ الخلق الأضخمّا …
فيمن فتح الهمزة، يريد الأضخم فثقل ثم أطلق.
وفى هذا شذوذان: أحدهما التثقيل فى الوقت، والآخر إجراء الوصل مجرى الوقف؛ لأنه من باب ضرورة الشعر.
وأما قراءة ابن أبى إسحاق: المرء بضم الميم والهمز فلغة فيه، وكذلك من قرأ: المرء، بكسر الميم. ومنهم من يضم الميم فى الرفع ويفتحها فى النصب، ويكسرها فى الجر فيقول: هذا المرء، ورأيت المرء، ومررت بالمرء. وسبب صنعة هذه اللغة: أنه قد ألف الإتباع فى هذا الاسم فى نحو قولك: هذا امرؤ، ورأيت امرأ ومررت بامرئ، فيتبع

1 / 186