Dialogues d'Alfred North Whitehead

Mahmoud Mahmoud d. 1450 AH
61

Dialogues d'Alfred North Whitehead

محاورات ألفرد نورث هوايتهد

Genres

وعاد هوايتهد إلى الحديث، وقال عن نظام الطبقات في إنجلترا: «هناك، حيث يكون

نرى أن هذه الطبقات الحاكمة قد زادت قانون الفقراء قسوة وشدة ، في حين أن أعيان المحافظين (التوري) هم الذين وقفوا موقف المقاومة العنيفة، بالرغم من أن القانون الجديد يخفف من أعبائهم المالية عن ذي قبل. أما هنا فالأجور قد تكون أكثر ارتفاعا، وقد تتوافر الراحة، وتسير الأمور في يسر، غير أن ما يترتب على انحراف الحظ أو على كارثة من الكوارث مزعج شنيع، وكأن مصير الفقراء لا يهم أي إنسان. إن فوارق الطبقات في إنجلترا قد تكون صارمة في العلاقات الاجتماعية الكبرى، ولكنها هينة لينة في العلاقات الصغرى. إن أبناء الفلاحين يلعبون الكريكت مع أبناء الأعيان. أما هنا فإن أخوتنا السطحية بين الطبقات تعمي أبصارنا عن الفجوات العميقة التي تفصل بينها، حتى يقع الصدام.»

وقال دنين: «وما رأيك في التجاء أصحاب الأعمال في متشجن إلى القضاء حينما تقاعد العمال مضربين؟» - «طبقا للقانون الحالي هذا النوع من الإضراب غير شرعي على الأرجح. إنهم إذا مكثوا في المباني وامتنعوا عن العمل كانوا معتدين على ملك غيرهم. أما إذا كان ذلك هو الموقف الذي ينبغي أن يقفه القانون فأمر آخر. إن التطبيق الصارم للفكرة الحالية من حقوق الملكية (وهي أن يفعل المرء ما يريد بما يملك) قد ينفع في الوحدات الصغيرة كالحوانيت الكائنة بشارع جبل أوبرن التي لا تستخدم إلا نفرا قليلا من الناس. أما في الصناعات الجماعية الكبرى التي تؤثر في حيات مئات الألوف من الناس، فيبدو لي أن الحكومة يجب أن تتدخل - إذا دعت الضرورة - للتوجيه كي تضمن سير الإدارة في خدمة مصالح الكثيرين، وخير وسيلة لذلك - في ظني - أن تترك الإدارة الفعلية للعمل الحر حتى لا تفسد عامل الابتكار، ولا تمارس الحكومة إلا سلطة عامة للإشراف وتلك هي الفرصة الوحيدة التي تكفل للنظام الرأسمالي البقاء فيما أحسب.» - «وليست الرأسمالية كما تعلم قديمة العهد، فتاريخها يرجع إلى ثلاثمائة عام على الأكثر. وكثيرا ما يتراءى لي أن آدم سمث قد أخطأ في حقنا خطأ جسيما حينما أكد الدافع الاقتصادي. إنه دافع هام من غير شك، فنحن لا بد أن نأكل، ولكنه ليس مهما إلى هذا الحد. تصوروا ما يمكن أداؤه بتأكيد دوافع تقدير الجمال، إني أستطيع أن أتصور حال مجتمع - حتى في ظل نظامنا القائم - لا يساور فيه القلق الشديد نفوس الآباء على كسب أبنائهم للمال الوافر، كما نراهم الآن؛ أعني ذلك الكفاح الذي يرهق الأعصاب الذي يقوم به الآباء الأمريكان في سبيل رفع أبنائهم بأي ثمن إلى طبقة أعلى من طبقتهم من حيث الدخل، وهو ما يعبرون عنه بقولهم: «أن أعطي أبنائي فرصة أحسن من فرصتي.» ولكن فرصة لأي غرض؟ هل لزيادة المال أو للأمور التي تتعلق بالذهن والروح؟» - «وأستطيع أن أتصور مجتمعا - حتى في ظل الرأسمالية - لا يهم فيه كثيرا إن كانت الأسرة تملك مالا كثيرا؛ فهناك الموسيقى، والفرق المجانية، وهناك الراديو، (وأنا أعرف أن الراديو لا يبلغ من الجودة مبلغ صالات الموسيقى، فالمرء لا يريد أن تأتيه الموسيقى من اتجاه واحد وصادرة عن صندوق، وإنما يريدها محيطة له من كل جانب، وبرغم ذلك فالراديو يصلنا بالموسيقى الجيدة.) وهناك الصالات التي يعرض فيها الناس مسرحياتهم، وهناك المحاضرات، والندوات التي ربما يعرض المشكلة فيها متحدث في الإذاعة ثم يتابع النقاش فيها جمهور المستمعين، وهناك روايات السينما التي تقدمها الدولة للجمهور بالمجان على نطاق واسع حقا، وهناك الملاعب لضروب الرياضة المختلفة، وهناك المكتبات العامة التي هي لدينا بالفعل. وأرجو ألا تفهم من ذلك أني أعني أن يكون ذلك كله سمجا ثقيلا؛ فهناك الموسيقى الخفيفة، والمباريات الودية، والمسرحيات المسلية، ولكن في مثل هذه الظروف يستطيع الفرد العادي أن يكفل لنفسه حياة طيبة دون مال كثير.»

وفي الساعة العاشرة قدمت لنا الشوكولاتة الساخنة، وانصرفنا في منتصف الساعة الحادية عشرة، واضطر دنين إلى العودة إلى مكتب صحيفة «جلوب»، ولما كان قد نقلني إلى كمبردج في عربته، فقد حملني في العودة إلى تل بيكن. وفي الطريق كنا نتناقش في رواية «المرحوم جورج آبلي» التي اطلع عليها كلانا، وفي خلال المناقشة أخذنا نسرد ما أفدناه في هذا المساء.

وقال دفين: «إنني لا أعرف أين أبحث عن أي أمر في مدينة بوسطن بعيدا عن آل آبلي.» - «إنهم - برغم هذا - أصدقاء أوفياء لكثير من آل آبلي، ويقدرون صفاتهم الطيبة.»

ووافقني على ذلك جوزيف في شيء من شرود الذهن قائلا: «ربما كان ذلك صحيحا.» ثم انفجر - والسيارة تندفع بنا - قائلا: «إنني خرجت بهذه النتيجة، إنه مستعد للإجابة عن كل سؤال، أكثر من أي شخص آخر قابلته في حياتي. ألم تقل لي إن مادته كانت في الأصل علوم الرياضة؟» - «نعم.»

فقال دفين: «إنه عالم بالرياضيات العليا.»

المحاورة العاشرة

24 من مايو 1937م

أخذت السماء تصفو في الأصيل بعد هطول الأمطار، وانبعثت رائحة عطرية من الحشائش وأوراق الأشجار المبتلة التي تقع على طريق مموريال درايف بحذاء شاطئ النهر وقد اخضارت وأينعت في شهر مايو.

Page inconnue