Dialogues d'Alfred North Whitehead
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
Genres
و«الأرض كلها مقبرة لمشاهير الرجال، وقصة حياتهم لا تنقش على الحجر في أوطانهم فحسب، ولكنها تحيا كذلك بعيدا، دون أن يكون لها رمز يرى، متغلغلة في تاريخ حياة غيرهم من الرجال.»
ذلك لأن شخصا جديرا بعهد بركليز كان يعيش في عصرنا.
المحاورات
المحاورة الأولى
6 من أبريل 1934م
الذكرى السابعة عشرة لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى. كان إعلان الحرب في يوم مقدس هو يوم الجمعة الحزينة، وهي سخرية من سخريات التاريخ لم يلتفت إليها أحد في حينها على ما يبدو، وكان هذا الأمر يشغل أذهاننا في أحد مؤتمرات هيئة التحرير، وما برح عالقا بخاطري وأنا أقصد كانتون لأتناول العشاء مع آل هوايتهد، وكان ابنهم الأصغر أريك الطيار قد لاقى حتفه في الحرب.
وعرفت من إشارة تليفونية أن العشاء في الساعة السادسة، فسارعت إلى ميدان ماتابان بالقطار، ثم استأجرت سيارة حتى منزلهم بشارع كانتون المطل على «التلال الزرقاء»، وعندئذ علمت أن العشاء لن يكون قبل الساعة السابعة، فخففوا بذلك ارتباكي بلباقة. وقابلني الدكتور نكيولاس، وهو طبيب شاب في أحد المستشفيات الكبرى بلندن، قدم مع زوجته إلى بلادنا لأول مرة في اليوم السابق فقط، وقد علمت أنهما يمتان إلى آل هوايتهد بصلة القربى، ثم أبلغت رسالة في الحال.
قال الرسول: «تفضل بالذهاب إلى المكتب لكي تتحدث مع مستر هوايتهد حتى يحين موعد العشاء.»
وكان هوايتهد جالسا إلى مكتبه بجوار نافذتين، وضاء الجبين محمره من أثر أشعة الشمس التي كانت تغمره إلى وقت متأخر في الأصيل.
فنهض وقال: «ما أسعدني بقدومك مبكرا! كان وقتي بعد الظهر متقطعا، وكنت أتسكع حتى يحل موعد العشاء.»
Page inconnue