Les évadés de Tombouctou : À la recherche de la cité légendaire et la course pour sauver ses trésors
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genres
وربما يأتي لباب داره طالب فيرسل له براءة فيها اسم كتاب يطلبه فيخرجه من الخزانة ويرسله له من غير معرفته من هو. فكان في ذلك العجب العجاب إيثارا لوجهه تعالى، مع محبته للكتب وسعيه في تحصيلها شراء ونسخا.
ذكر بابا أن باغايوغو بهذه الطريقة وهب من كتب مكتبته قدرا كبيرا. •••
من الأقوال المأثورة أن المسافر يعقد صداقات مع أشخاص غير متوقعين بالخارج ويجد عداوات غير متوقعة في بلاده، ولكن هذا كان بالتحديد الوضع الذي وجد فيه بارت نفسه. صحيح أنه كان قد جاب الصحراء الكبرى مرتين؛ وكان قد تمكن من الخروج من عشرات من الورطات الفتاكة، بل إنه كان حتى على وشك الموت، ولكن كان من شأنه أن يبرهن أنه لم يكن يجيد التعامل مع المسئولين في الغرف المعبأة بدخان السجائر في المجتمع الأوروبي في القرن التاسع عشر. في عالم يتسم بالعدل، كان من شأن رحلته البطولية أن تصادق على الفور على سمعته باعتباره مستكشفا وعالما عظيما، وأن يوضع اسمه في نفس المرتبة مع اسم هومبولت. كان من شأنه في هذا الأمر، كما في نواح كثيرة، أن يخيب أمله. كان الشاب السريع الانفعال ذو الثمانية والعشرين ربيعا الذي كان قد غادر إلى أفريقيا قد عاد بسلوك فخور ويكاد يكون متغطرسا، وكانت صفة انعدام الثقة المتأصلة فيه قد بلغت الآن مستويات مقلقة. كتب زوج أخته شوبرت: «أينما ذهب، كان يشعر بأن محاولات متعمدة ومحسوبة كانت تجري لاستغلاله.»
استقبل في بداية الأمر في ألمانيا استقبالا حسنا. أشاد به هومبولت وتناول الطعام مع ملك بروسيا. ومنح ميدالية ذهبية من مدينة هامبورج، وقدمت له شهادات دكتوراه فخرية وأوسمة، ودعي إلى إلقاء خطبة في الجمعية الجغرافية في برلين. وحتى في إنجلترا، جرى الاعتراف بإنجازاته والاحتفاء بها؛ فمنحته الجمعية الجغرافية الملكية ميدالية الراعي الذهبية المرموقة الخاصة بها، ورشح لنيل لقب رفيق وسام الحمام. لكن بريطانيا كانت تفضل أن يكون أبطالها بريطانيين، وبحسب ما كان هانمر وارينجتون قد بين قبل ذلك بثلاثة عقود، فإن أفعال السادة الأجانب مثل بارت كانت عرضة للتشكك الذي كان يقترب من الارتياب. وحتى عندما كان في رحلته، كان المسئولون في لندن قد راودتهم شكوك حول ولائه. تساءلت وزارة الخارجية لماذا كان يرسل رسائله غير المنتظمة إلى سفير بروسيا في لندن وليس إلى الحكومة التي كانت تدفع مقابل حملته؟ لماذا كانت تقاريره تظهر في الدوريات الألمانية قبل أن تصل إلى الجمعية الجغرافية الملكية؟
في نهاية أكتوبر، تلقى بارت خطابا سيئ الصياغة من سكرتير الجمعية الجغرافية الملكية، نورتون شو، يطلب فيه منه تناول العشاء مع بعض من أعضاء الجمعية قبل الخطاب الذي كان من شأنه أن يلقيه هناك. غضب بارت لافتراض شو أن قبوله كان مسلما به، فرد بخطاب شديد اللهجة يقول فيه إنه لن يشارك في مثل هذا الشيء وإنه لن يخاطب أي مؤسسة علمية حتى يكون مستعدا لنشر روايته لرحلته، متناسيا محاضرته أمام الجمعية الجغرافية في برلين. بعد ذلك أصبح شو عدائيا على نحو صريح، وتبع ذلك عداء محرج استمر حتى العام الجديد، عندما عاد المستكشف إلى لندن. لم تكن هذه هي مشكلة بارت الوحيدة؛ فعلى الرغم من حقيقة أن حملته كانت لأعوام تفتقر إلى المال، فقد نشرت صحف بريطانية عديدة قصصا عن إنفاقه المفرط المزعوم. وازداد الانطباع بوجود مخالفات مالية، سواء على يد القنصل البريطاني في مرزق، بفزان، الذي اتهمه بالسعي إلى تحقيق مصالح تجارية ألمانية قبل المصالح التجارية البريطانية، ووجد نفسه يتعرض للاستجواب من قبل وزارة الخارجية.
بدأ يتمنى لو أنه لم يعد أبدا. قال لشوبرت: «كم أتوق إلى التخييم في الصحراء، في ذلك الاتساع الذي لا يمكن تخيله حيث، بدون طموحات، وبدون آلاف الأشياء الصغيرة التي تعذب الناس هنا، أتذوق حريتي وأنا أتقلب في فراشي في نهاية يوم طويل من السير، بينما ممتلكاتي، وهي جمالي، وحصاني، حولي. أكاد أندم أنني وضعت نفسي في هذه الأغلال.»
على سبيل الإلهاء، شغل بارت نفسه بكتابة سرد رحلاته. ظهرت المجلدات الثلاثة الأولى لكتابه «رحلات واكتشافات في شمال ووسط أفريقيا» في أبريل من عام 1857، ونشرت بنحو أنيق من قبل دار نشر لونجمان، مع رسومات توضيحية ملونة معتمدة على رسومات بارت الأولية. وكان المجمل هو خمسة مجلدات، تضم 3500 صفحة مكتظة بالمعلومات، والتي كانت تمثل عملا عظيما بأبعاد هومبولتية. من وجهة نظر جغرافي لاحق، هو اللورد رينيل رود، إن من شأن هذا العمل أن يرفع بارت إلى مرتبة «ربما أعظم رحالة زار أفريقيا على الإطلاق»، لكن التقييمات النقدية في ذلك الوقت كانت أقل كرما. قال النقاد إنه لا يمكن أن يتوقع أن يبقي أي قارئ عادي على اهتمام بالمنطقة على مثل هذا النطاق الهائل. ودللت هذه الاستجابة على الانفصال بين بارت والرأي العام؛ إذ كان يعتقد أن دوره كان توصيل كميات ضخمة من البيانات الجديدة عن أفريقيا، كما فعل معلمه هومبولت، الذي كان قد وضع ثلاثة وعشرين مجلدا من الملاحظات العلمية من جولته في مناطق أمريكا الإسبانية. لكن الجمهور البريطاني كان معتادا على قصص مغامرات أقصر كتلك التي كان مونجو بارك قد أصدرها. كانوا قد تلقوا بتلهف طبعة تلو طبعة من رواية بارك لرحلته الأولى في أفريقيا، بينما كان من شأن كتاب ديفيد ليفينجستون «رحلات وأبحاث تبشيرية في جنوب أفريقيا» أن يبيع أكثر من خمسين ألف نسخة. على النقيض، باعت المجلدات الأولى من رواية بارت لرحلته أعدادا قليلة، وطبعت دار نشر لونجمان ألف نسخة فقط من كل مجلد من المجلدين الأخيرين.
لا شيء من ذلك كان سيصبح مهما لو حاز بارت على الإشادة الأكاديمية التي كان يتوق إليها، لكن لم تعرض عليه أي جامعة بريطانية منصبا فيها، وحتى كولي كان رافضا لاكتشافاته، فلم يشر على الإطلاق إلى المصادر الجديدة التي كان بارت قد اكتشفها في تقييمه لعمل المستكشف في دورية «أدنبرة ريفيو»:
من شأن إمبراطورية رائعة وقوية في نيجرولاند، يمتد نفوذها شمالا إلى الصحراء، أن تكون جديرة بالملاحظة بالقدر الكافي، لو كان يوجد أي إثبات على وجودها. ولكن لا توجد أي براعة في التخمين، ولا أي تكييف لطيف للتقاليد الجافة والهزيلة، يمكن أن يحول هذه الأمجاد الافتراضية إلى تاريخ.
يمكن أن يتجلى المزيد من الإهانة لبارت في معاملة الحكومة لصديقه الشيخ أحمد البكاي. كان بارت قد حث الشيخ التمبكتي على إقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومة البريطانية، معتقدا أن ذلك من شأنه أن يكون في مصلحة الطرفين؛ فمن شأن بريطانيا أن تحصل على شريك تجاري في قلب أفريقيا؛ ومن شأن البكاي أن يحصل على حماية قوة عظمى لتقف بجانب تمبكتو في وجه الفرنسيين الذين كانت ضراوتهم في ازدياد. عمل الشيخ بنصيحة بارت، وأرسل مبعوثين إلى طرابلس في عام 1857 للبدء في مباحثات مع الحكومة البريطانية. لكن بريطانيا وفرنسا كانتا حليفتين في ذلك الوقت، وعندما طلب المبعوثون الإذن بالذهاب إلى لندن، قالت وزارة الخارجية إنه إذ كان الوقت في شهر أكتوبر فمن شأن الطقس أن يكون باردا على الرجال ذوي الدماء الحارة، وسألتهم هل يمكنهم الانتظار إلى الربيع. فهم الوفد هذا الرفض على حقيقته، وعاد جنوبا بينما كتب البكاي خطابا إلى الملكة فيكتوريا يشتكي فيه بشأن المعاملة التي تلقاها وفده.
Page inconnue