Les évadés de Tombouctou : À la recherche de la cité légendaire et la course pour sauver ses trésors
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genres
تذكر شيخ ديوارا أين كان بالضبط عندما بدأ الجهاديون هدمهم الشامل لقبور تمبكتو. كان ذلك في وقت مبكر من صباح يوم السبت، الموافق الثلاثين من يونيو، وكان المصور الصحفي مسافرا ليحضر اجتماعا للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في سان بطرسبرج. كان قد ذهب إلى تمبكتو ليصور قبر سيدي محمود الذي كان قد تعرض للتدنيس، وكانت منظمة اليونسكو قد دعته حتى يعرض على اللجنة اللقطات التي كان قد صورها كدليل على ما قد حدث. ولكن كان قد حدث خطأ فيما يتعلق بنقل حقائبه، ولم يلحق برحلته المنتظرة، ولذا علق في الدار البيضاء. وفي الساعة السابعة صباحا، رن جرس هاتفه المحمول.
كان الصوت في الطرف الآخر من المكالمة هو صوت مقاتل شاب بتنظيم القاعدة كان ديوارا قد تعرف عليه في تمبكتو. كانا قد صارا صديقين بعد أن التقط الصحفي بضع صور له متخذا أوضاعا ببندقيته.
قال له المقاتل: «أظن أنهم سيهدمون الأضرحة.» ثم أضاف: «لقد كانوا يتحدثون عن الأمر حالا.» قال إن مجموعة من الجهاديين كانت قد ذهبت إلى متجر الأدوات المعدنية في سوق تمبكتو لشراء المعاول والمعازق التي كانوا يحتاجون إليها، «ثم سيذهبون ويفعلون ما انتووا فعله.»
أصيب ديوارا بحيرة شديدة. أنبأته غرائزه بأن يسرع عائدا إلى مالي، ولكن الرحلة التالية التي يمكنه أن يطير بها إلى باماكو كانت بعد أربعة أيام. كتب قصة خبرية سريعة لوكالة رويترز، ثم عاد للاتصال بصديقه المقاتل الشاب. لم يكن الهدم قد بدأ بعد.
قال المقاتل: «عندما نصل إلى هناك بالقرب من المقابر، لن أتمكن من التحدث إليك.» سأله عن إمكانية إرسال رسالة نصية. رد بالنفي، إذ لم يكن يعرف الكتابة. ألح ديوارا قائلا إن ذلك ليس مهما؛ إذ يمكن أن يرسل رسالة فارغة، ما داما يعرفان أنها إشارة إلى أن الهجمات على الأضرحة قد بدأت. ووافق الجهادي على ذلك.
بعد ذلك بوقت قصير، تلقى ديوارا رسالة فارغة.
لم يكن محض صدفة أن الهدم بدأ في الأسبوع الذي كانت الجلسة السادسة والثلاثين للجنة التراث العالمي تنعقد فيه في سان بطرسبرج. كان التوتر بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي آخذا في التصاعد منذ شهور، وفي يوم الأربعاء، الموافق السابع والعشرين من يونيو، في جاو، تحول أخيرا إلى تبادل مفتوح لإطلاق النار. وانتهى بهروب الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، بلال آغ الشريف، من مقر القيادة الخاص به، بينما جرت جثة أحد كبار قادة الحركة، وهو منشق عن الجيش المالي، يدعى العقيد بونا آغ طيب، عبر الشوارع خلف شاحنة صغيرة. أتبع تنظيم القاعدة هذا الانتصار بإصدار أوامر إلى المنتمين إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد بترك قاعدتهم في مطار تمبكتو قبل الساعة الخامسة من عصر اليوم التالي. بخضوع امتثل أفراد الحركة للأمر، تاركين الجهاديين ليصبحوا السلطة الوحيدة في شمال مالي. تذكر شيخ المدينة جانسكي: «من تلك اللحظة صارت مملكتهم.»
اجتمع الموفدون في اجتماع اليونسكو في قصر توريد، وهو قصر فخم من القرن الثامن عشر بني من أجل جريجوري بوتيمكين، عشيق إمبراطورة روسيا، كاترين العظيمة، ويطل على نهر نيفا. كان عملهم في الأساس هو إدارة قائمتين. أولاهما هي قائمة التراث العالمي، التي تتألف من ألف من أثمن كنوز العالم؛ وتشمل آثارا، ومواقع أثرية، وظواهر طبيعية اعتبرت ذات «قيمة عالمية بارزة». والثانية، وهي قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، كانت مجموعة فرعية من القائمة الأولى وتضم تلك المواقع المهددة بالتدمير، أو بكوارث طبيعية، أو بحروب. ارتأت الهيئة التابعة للأمم المتحدة أنه كان ثمة ضرورة «لعمليات كبرى» لحماية هذه المواقع، وطلب تقديم المساعدة لإنجاز ذلك.
بعد طلب متأخر من الحكومة المالية ناقشت اللجنة في ذلك الأسبوع مسألة نقل أضرحة تمبكتو إلى قائمة الخطر. أعطت اللجنة ردها الرسمي، المسجل في محضر جلساتها باسم «القرار
36 COM 7B.106 »، وباركت للحكومة المالية تعبيرها عن قلقها، وناشدت الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا من أجل ضمان حماية التراث الثقافي لشمال مالي، واتفقت على إدراج الآثار المشار إليها على قائمة المواقع العالمية المهددة. وكان من شأن المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في وقت لاحق أن تفسر هذه الخطوة. لم يكن القرار بيدها، وإنما بيد اللجنة. كان أيضا وضعا خاسرا لا محالة. قالت: «أعرف أن البعض يرى أنه يتعين علينا ألا نستثيرهم [الجهاديين]؛ وأنه يتعين أن نسترضيهم، وهو ما أتفهمه في بعض الحالات.» ثم أردفت: «ولكن يوجد آخرون، بخاصة الآن بعد أن أصبح كل شيء عالميا، وكل شيء مرئيا جدا ومتصلا جدا، ممن ينتقدون منظمة اليونسكو بسبب عدم فعلها ما يكفي أكثر من انتقادها بسبب تسببها في الدمار.»
Page inconnue