Les évadés de Tombouctou : À la recherche de la cité légendaire et la course pour sauver ses trésors
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genres
نتج عن ولع تمبكتو باقتناء الكتب أن أعدادا كبيرة من المخطوطات تكدست في المدينة. لم تكن هذه المخطوطات تجمع في مكتبات عامة من قبيل تلك التي كانت موجودة في مراكز التعليم الإسلامي الأخرى مثل بغداد أو القاهرة؛ إذ كان مسجد الأزهر يتباهى بأنه يضم عشرات الآلاف من المخطوطات بالإضافة إلى نطاق مذهل من الخدمات للقراء. في تمبكتو، كانت المجموعات مملوكة لعائلات علمية، كان من شأنها أن تعيرها بسخاء إلى الزملاء والطلاب. ربما كان غياب المجموعات العامة يعكس حقيقة أن العلماء في تمبكتو أتوا من النخبة الثرية - مع وجود استثناء ملحوظ هو فئة «الألفة» - لذا لم يكن القراء العاديون بحاجة إلى الوصول بانتظام إلى الأعمال الأصعب التي لن يفهموها. ومع ذلك، تنامت المجموعات الخاصة حتى وصلت لأحجام هائلة. تألفت مكتبة أحمد بابا الشخصية، التي ذكر أنها كانت «الأصغر بين مكتبات أي من أقربائي»، مما لا يقل على 1600 مجلد، بينما وصلت مكتبة أحمد عمر إلى ما يقرب من 700 مجلد وقت وفاته. يتضح اتساع نطاق القراءة المتاحة في تمبكتو أيضا من استشهادات في أعمال أخرى كتبت في المدينة. كتب العالم التمبكتي أحمد ابن أند آغ محمد رسالة في النحو استقيت من أربعين عملا آخر، بينما استشهد قاموس تراجم بابا بثلاثة وعشرين مصدرا مالكيا.
بحلول النصف الثاني من القرن السادس عشر، كانت عجائب وروائع تمبكتو قد وصلت إلى آفاق كان يستحيل حصرها، بحسب «تاريخ الفتاش». لم يكن لها نظير في بلاد السودان:
فتنبكت يومئذ لا نظير لها في البلدان من بلاد السودان إلى أقصى بلاد المغرب من بلاد مل [مالي]، مروءة وحرية، وتعففا وصيانة وحفظ العرض، ورأفة ورحمة بالمساكين والغرباء وتلطفا بطلبة العلم وإعانتهم.
لذا عندما حلت النهاية كانت صدمة هائلة. •••
حكم أسكيا الحاج محمد ستا وثلاثين سنة قبل أن يعزله ابنه موسى في الخامس عشر من أغسطس من عام 1529. بعده جاء تعاقب من أناس حملوا لقب أسكيا: محمد بنكن، وإسماعيل، وإسحاق الأول، وداود، والحاج، ومحمد بان، وإسحاق الثاني، ومحمد كاع، ونوح. ومع أن تمبكتو استمرت في الازدهار في ظل حكمهم، لم يقترب إلا داود من نيل الثناء الذي انهال به مؤرخو المدينة على أسكيا الأول، وبمرور الزمن دخلت الإمبراطورية في طور الانحطاط. يسجل كتاب «تاريخ السودان» أن الناس «بدلوا نعم الله كفرا وما تركوا شيئا من معاصي الله تعالى إلا وارتكبوها جهرا من شرب الخمور ونكحة الذكور والزنى.» واستسلموا للغاية لهذه الرذيلة الأخيرة حتى إن المرء كان سيحسب أن هذا الأمر لم يكن محظورا، بحسب ما يسجل كتاب «تاريخ السودان»، وحتى أبناء السلاطين ارتكبوا زنا المحارم مع أخواتهم.
ومع ذلك كان الأمر الأخطر أن الإمبراطورية كانت آخذة في التخلف عن جارتها الشمالية، المغرب. كانت سلالة السعديين التي حكمت ذلك البلد تقاتل الغزاة البرتغاليين، والإسبان، والعثمانيين لقرون، وكانت حتى قد عقدت تحالفا مع إنجلترا ضد إسبانيا. كانت النتيجة هي مجتمع عسكري كانت قواته مدربة جيدا ومسلحة بمدافع إنجليزية، والذي كان قد اتبع استخدام بنادق المسكيت والقربينة (الهركوبة)، مستعينا في استخدامها بالمرتزقة و«المرتدين»؛ وهم عصابات من المساجين والهاربين المسيحيين الذين تحولوا إلى الإسلام.
كان سلطان السعديين هو أحمد المنصور، الذي كان رجلا هادئا ذا طموح هائل وميل إلى الانفجار في نوبات من الغضب الشديد. زعم هو الآخر أنه الخليفة الثاني عشر، وحيث إن دور الخليفة كان استعادة وحدة العالم الإسلامي، كان يتعين على الحكام المسلمين للممالك السودانية أن يخضعوا له ويسلموه ثروتهم. كان بالفعل قد أنفق مبالغ طائلة على «القصر الذي لا مثيل له» المترف في مراكش، ذي الأسقف المذهبة والأرضيات الرخامية، وتعين عليه أن ينفق المال على أعداد كبيرة من الجنود، والجواسيس، والعملاء. بدأ بمطالبة الأسكيين بدفع خراج على كل حمولة من الملح كانت سونجاي تستخرجها من المناجم في الصحراء بالقرب من مدينة تاغزة، التي تقع في منتصف المسافة تقريبا بين تمبكتو ومراكش؛ ففي نهاية المطاف، كانت جيوشه هي التي أبقت منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية آمنة من المسيحيين. فقبح أسكيا إسحاق الثاني للمنصور في الجواب، مرسلا له رمحا ونعلين من حديد. كان المقصود ضمنيا من الهدية أنه حتى يبلى نعل السلطان من الجري، لن يكون في مأمن أبدا من رماح سونجاي. حينئذ أصبح لدى السلطان ذريعته للحرب، واختار مخصيا قصيرا أزرق العينين يدعى جودار لينفذ خطته.
منح جودار أعتى قوة أرسلت على الإطلاق عبر الصحراء الكبرى: كانت تتألف من جيش نخبة ومتطور من أكثر من أربعة آلاف جندي، من بينهم ألفان من المرتدين المسلحين ببنادق القربينة، وخمسمائة من الرجال المسلحين على صهوة الخيل، وسبعون من المرتزقة المسيحيين المسلحين بالبنادق القصيرة، وألف وخمسمائة من الخيالة المغاربة. كان معهم أيضا هاونات ومدافع وحملوا معهم مائة وخمسين طنا من البارود في قافلة متاع كانت بطول عشرة آلاف جمل. تفاخر السلطان قائلا إن غزوة السودان ستكون «سهلة»؛ لأن السودانيين لم يكن لديهم ما يقاتلون به إلا الرماح والسيوف.
بلغ المغاربة منحنى نهر النيجر في منتصف الطريق بين جاو وتمبكتو في الثامن والعشرين من فبراير من عام 1591، وأخذوا إسحاق الثاني على حين غرة. سارع الأسكيون إلى جمع قوة كبيرة تلاقت مع المغاربة عند تونديبي، التي تقع على بعد ثلاثين ميلا شمال جاو، بعد أسبوعين. ساق السونجاي ألف رأس من الماشية إلى العدو، ولكن عندما سمعت البهائم أصوات إطلاق النار، ارتدت متشتتة في فرار جماعي مخترقة صفوف السونجاي، وبعد ذلك انكسر الأسكيون «في طرفة عين»، بحسب ما أورد كتاب «تاريخ السودان». فر إسحاق، وسار جودار بجيشه نحو جاو. عرض أسكيا بنود السلم: وهي أن يتعهد بالولاء للمنصور، ويسلمه حقوق تجارة الملح، ويعطيه مائة ألف مثقال من الذهب وألف عبد. أجاب جودار بأنه سيرسل البنود إلى السلطان ليأخذ منه الموافقة.
بعد ذلك تقدم جودار إلى تمبكتو، ودخل المدينة في الثلاثين من مايو. مضى مباشرة إلى القاضي، الذي كان في هذا الوقت عمر الطاعن في السن، ابن القاضي محمود، وأخبره بأنه يحتاج إلى «رحبة واسعة فنبني بها قصبتنا [حصننا] وندخل فيها، إلى أن يأتيني أمر السلطان بالرجوع إليه»، بحسب ما أورد كتاب «تاريخ الفتاش». بعد ذلك أخرج رجال جودار السكان من حي التجار الأثرياء، «وهجموا عليهم بالكلام القبيح والانتهار والضرب»، قبل أن يشرعوا في العمل ويضموا المنازل لتشكيل قصبة. أرغم الجنود جميع من وجدوهم في الشوارع على العمل في البناء، بينما أمر تجار المدينة بإخراج كمية كبيرة من الحبوب.
Page inconnue