Muhammad Iqbal : sa vie, sa philosophie et sa poésie
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Genres
ليبين أن الإسلام انتشر بالدعوة لا بالقوة، ففصل تاريخ انتشار الإسلام ولا سيما في الجهات التي لم يكن للمسلمين فيها سلطان. وقد أخبرني أنه تعلم اللغة الهولندية؛ ليقرأ السجلات التي تبين انتشار الإسلام في جزيرة جاوه وما يتصل بها. وكتابه هذا وحيد في بابه لم يؤلف مثله مسلم ولا غير مسلم.
ولما ألغى مصطفى كمال الخلافة كتب كتابه «الخلافة»، وهو شاهد بسعة علمه ونفاذ فكره.
وقد عرفته في لندن في مدرسة اللغات الشرقية، فأنست به وأحببته وجرأني على صحبته لين جانبه ودماثة خلقه.
وكنت أسأله عما يشكل علي وأنا أكتب رسالتي في «التصوف وفريد الدين العطار».
وقد عرفت فيه التواضع والتثبت، فكان يحب أن يقول: لا أدري، إن لم يكن على بينة مما يسأل عنه. وكان كثيرا ما يسألني حين أحدثه في أمر: أأنت على يقين من هذا؟
وكان يحب العادات الإسلامية ويميل إلى أزيائنا وسنننا. أذكر أني تعشيت معه في داره، فبدأ الطعام قائلا: بسم الله، وودعني حين الانصراف قائلا: في أمان الله.
وجاء إلى مصر بدعوة من جامعة القاهرة، وآثر النزول في حلوان، وهي دار إقامتي، ثم انتقل إلى المعادي. وكنت أقابله بين الحين والحين، وكان يزورني في ليالي رمضان؛ التماسا لسماع القرآن.
وذهبت إليه مرة في الفندق الذي نزل به في حلوان، فأخرج من حقيبته عمامة وطربوشا، وقال: أرني كيف تكور العمامة، ثم قال: أرني أوثر العمامة والجبة وأشعر حين ألبسهما أني في زي أستاذ كما أشعر أني صبي حين ألبس هذه الملابس. وأشار إلى الملابس الإفرنجية التي كان يلبسها.
وأذكر أنا اجتمعنا على مائدة في دارنا ومعنا الكبتن كننج الإنكليزي، وكان هذا معنيا بالبلاد العربية. وقد سعى في تأييد الأمير عبد الكريم حينما حارب الإسبان في الريف، فقال لي كننج: قرأت التاريخ فأنبئني أي الفريقين كان أكثر سماحة وسجاحة المسلمون أم النصارى؟ قلت: يجيب هذا السؤال أستاذنا توماس آرنولد. فقال الأستاذ فورا: لا ريب أن المسلمين كانوا أكثر تسامحا من النصارى.
وقال لي يوما وقد ذكرنا إقبالا: إنه تلميذي. قلت: هو إذا شاب. قال: أتحسبه شابا بأنه كان تلميذي. أنت لا تدري كم سني.
Page inconnue