Muhammad Iqbal : sa vie, sa philosophie et sa poésie

Abdel Wahhab Azzam d. 1378 AH
210

Muhammad Iqbal : sa vie, sa philosophie et sa poésie

محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره

Genres

فيه عزم على القضاء دليل

وهو في العالمين كالميزان

ليله والنهار لحن حياة

في انسجام كسورة الرحمن»

الإنسان في هذا العالم مدرك مفكر حر. والخلائق مسخرة مجبرة، يعلي إقبال قدر الإنسان، ويبين فداحة الأعباء التي يتحملها، ويمده من القوة والأمل والعزم بما يؤهله لحمل هذه الأعباء الجسام.

انظر إلى قصيدته التي عنوانها «وحدة» في ديوان رسالة المشرق؛ لترى الإنسان يأتي إلى البحار مسائلا، وإلى الجبال، ويرتقي إلى البدر، ثم ينتهي إلى الله، يسأل أهو وحده صاحب القلب في هذه الخليقة يحمل الأمانة التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال؟

فلا يرد البحر والجبل والقمر أسئلته، ولا يجيبه الله تعالى إلا بالابتسام. ولعله ابتسام الإعجاب بهذا المخلوق الكبير.

وستأتي القصيدة في التمثيل لشعر إقبال. •••

هذه أصول فلسفة إقبال، وعمدة آرائه، فالإنسان ذاته وقوته وقدرته وحريته وجهاده، والجماعة التي تتألف من هذا الإنسان، خصائصها ومزاياها، ومسيرها وغايتها، وقوتها التي لا تحد، وعزمها الذي لا يبعد عليه أمد، كل هؤلاء موضوع شعر إقبال. صوره فأحسن تصويره، وبثه في أفكار شتى وصور مختلفة، جهد الفكر الفياض، والقلب الجياش، والشعر المتدفق، والبيان الساحر. •••

والعرب الأولون الذين انتشروا بالإسلام في أقطار الأرض يدعون إلى توحيد الله وتوحيد الأمم، لا تصد عزمهم الصعاب والأهوال، ولا تفرق همتهم بين دان وقاص، ولا يبالون الموت في سبيل الحق - هؤلاء العرب هم مثل إقبال في هذه الحياة، وتصديق فلسفته فيها.

Page inconnue