Muhammad Iqbal : sa vie, sa philosophie et sa poésie
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Genres
وقد فكر كثيرا فبين فلسفته التي عرفنا بها آنفا، ثم خص العقائد الإسلامية بهذه المحاضرات القيمة.
وكان يريد أن يسميها «الإسلام كما أفهمه»، ثم سماها الاسم الذي شاعت به.
وكان إقبال، حين أدركته المنية، يعد العدة لكتاب واف في التشريع الإسلامي. فأي خسارة خسرها المسلمون بوفاة محمد إقبال قبل أن يخرج لهم هذا الكتاب. •••
يبين إقبال ما قصد إليه في محاضراته بقوله في إحداها، مبينا صلة المسلمين بفلسفة أوروبا وحاجتهم إلى النظر في آرائهم الدينية بعد ما كشف عنه العلم من حقائق في الكون وطرائق للنظر:
إن أظهر ظاهرات التاريخ الحديث سرعة اتجاه المسلمين اتجاها روحيا شطر الغرب. وليس في هذا خطأ. فثقافة أوروبا، في جانبها العقلي، ليست إلا استمرار التطور في جوانب مهمة من الثقافة الإسلامية. والذي نخشاه أن يقف المسلمون عند المظاهر البراقة في هذه الثقافة الأوروبية، فلا يدركوا حقيقتها، ويفقهوا بواطنها.
لقد لبثت أوروبا في عصور غفوتنا الفكرية، جادة تفكر في المسائل الكبيرة التي عني بها فلاسفة المسلمين وعلماؤهم كل عناية.
وقد تقدم الفكر البشري إلى غير نهاية، منذ العصور الوسطى التي انتهت فيها فرق المتكلمين المسلمين. ثم تسلط الإنسان على الطبيعة أوحى إليه ثقة بنفسه، وإيمانا بتفوقه على ما يحيط به في العالم، وعرضت للناس أنظار محدثة، وأعيد النظر في مسائل قديمة في نور التجارب الحديثة، ونشأت مسائل أخرى لم تعرف من قبل. وكأن عقل الإنسان تفوق على كلياته الأساسية، من الزمان والمكان والحدوث. بل أخذ تصورنا الأشياء يتغير بتقدم العلوم. فنظرية أنشتاين غيرت نظرنا إلى العالم، وبينت طرائق جديدة في النظر إلى مسائل يشترك فيها الدين والفلسفة.
فلا عجب إذا، أن ينتظر ناشئة المسلمين في آسيا وأفريقيا توجيها جديدا لعقائدهم. إن يقظة المسلمين تقتضي أن ننظر، ولكن بعقل مستقل، ماذا فكرت فيه أوروبا؟ وكيف نستعين بالنتائج التي بلغتها، في إعادة النظر في المذاهب الدينية الإسلامية، بل إعادة بنائها إن لم يكن من هذا بد؟
ويتصل بهذا قوله في محاضرة أخرى:
إن على المسلم اليوم عملا شاقا، عليه أن يعيد النظر في الإسلام كله دون انقطاع عن الماضي.
Page inconnue