Muhalhil, le seigneur de Rabia
المهلهل سيد ربيعة
Genres
وهاجت إحداهن فصاحت في عويلها وهي تنظر نحوها: ما مقام الأعداء بين ظهرانينا؟
فنظرت جليلة بعينيها المحمرتين، وقالت بين شهقاتها: إنما أنا المفجوعة المكلومة.
فصاحت بها أخرى في مرارة: إنما أنت وقومك سبب البلية، أخرجي عنا أيتها البكرية.
ثم تعالى الصراخ والسباب من جوانب الفناء.
فقالت جليلة وهي تنشج بالبكاء: علم الله ما أقاسي وما ألاقي! إنما المصاب مصابي.
فعلت الضجة مرة أخرى وانهالت عليها قذائف السباب: إنما أنت شامتة! إنما أنت عدوة! ابعدي عن منازلنا! لا بقيت بيننا.
فقامت جليلة غضبى، وقالت وهي لا تزال تختلج وتضطرب: كيف أبعد عن مناحة زوجي؟ إنني صاحبته، وأنا التي فجعت فيه، وهذا الجنين الذي في أحشائي يتفجع معي في مصابه. ولئن كان مصابكم واحدا فمصابي مضاعف: هذا زوجي قتل، وهذا أخي مطلوب بدمه؛ فنواحكن مصانعة ومجاملة ونواحي تفجع وتوجع. بعض نفسي يبكي على بعض، وبعض دمي يثور ببعض، ولو شئت لسرت مع قومي، ولكني آثرت البقاء في تغلب، حنينا إلى قوم صاحبي، حتى لا يولد هذا الجنين بين قومي فيكون فيهم غريبا عدوا.
فضج النساء وزاد اضطرابهن، وجعلن يشتمن جليلة ويطردنها، وأقبل بعضهن نحوها يردن إخراجها دفعا والإيقاع بها؛ فلم تستطع إلا أن تخرج، ولا تكاد تنظر طريقها وقد حبس الحزن لسانها. وأسرع عبدها فأعد لها مطية، وسارت حتى ركبت في طريقها، وانطلقت تتبع آثار قومها وهي تقول: «واحر قلباه! قتل الحبيب، وقاتله أخي! تعسا لمناة وويلا لأوال.»
ثم جعلت تنشد:
فعل جساس على وجدي به
Page inconnue