Le procès de Gilgamesh

Abd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
140

Le procès de Gilgamesh

هو الذي طغى: محاكمة جلجاميش: في عشر لوحات درامية

Genres

الراوية :

وانصرفتم أيها الشيوخ، ثم تقدم الصناع بأسلحتهم إلى البطلين. جاءوا بالسيوف العظيمة والدروع والأقواس ووضعوها بين أيديهم. أخذ جلجاميش البلطة والفأس، علق جعبته حول وسطه وقوس أنشان

3

وثبت سيفه في حزامه. أما إنكيدو فوقف صامتا كالتمثال الأخرس، وضعوا الدروع على صدره فلم ينتفخ، علقوا السيف ذا الغمد الذهبي في حزامه فلم يزه به، ناولوه بلطة وفأسا لامعة النصل فلم يفتح فمه، انهمرت الدموع من عينيه على أيدي الصناع، فنظروا إلى وجهه واحتبس الكلام في لهاتهم . وظل جلجاميش يصلصل بأسلحته ويتبختر كطاوس إلهي مدجج بعدة الحرب حتى وقع بصره على صديقه. اقترب منه وهو يهمس: معك الحق. لقد نسينا أن نكشف الطالع، أهملنا نصح الملكة الحكيمة والشيوخ العجائز. لم ينطق إنكيدو. ربت جلجاميش على ظهره، مد يده ليجره من يده. لم يتحرك إنكيدو، زاد بكاؤه. تركه جلجاميش وانزوى في ركن بعيد. كان الصناع قد انصرفوا وانصرف الناس. لم تبق إلا أصداء من دعواتهم ووقع أقدامهم على أرض الطرقات والأسواق. ركع ورفع يديه بالصلاة وقال:

جلجاميش :

ليكن ما قاله الشيوخ! سأذهب الآن يا شمش، وإليك أرفع يدي. احفظ روحي من الأذى، وأعدني سالما إلى الحمى والسور، ابسط ظل حمايتك علي. سأمضي على طريق لم أسر عليه، طريق لا أعرف إلى أين يفضي بي. آه يا إلهي! إن الدموع تنساب من عيني. هل ستبقي روحي في مأمن من الشر؟ إن كان هذا فسوف أحبك من صميم قلبي كما فعلت على الدوام، سأشبع نفسي من نشوة العبادة في بيتك، وسأجلسك فوق العروش.

4

إلهي، أنصت لي، اجعل صوتي مسموعا لك.

في هذه المدينة يموت الإنسان يائسا مقهور الفؤاد. نظرت من فوق السور ورأيت الجثث تطفو على النهر. أعلم أن هذا سيكون نصيبي أيضا، بل إني أعلمه منذ الآن.

من من أبناء البشرية طالت قامته حتى بلغ السموات؟ من استطاع منهم أن يحتوي الأرض بين ذراعيه؟ لذلك ضقت بأوروك وضاقت بي؛ ولهذا أدخل تلك الأرض المجهولة، أرض الأحياء، وأنقش اسمي فوق الحجر كما قرر قدري. سأدخل البلاد التي يقطع فيها شجر الأرز وأتوغل في الغابة، وسأكتب اسمي حيث كتبت أسماء العظماء الخالدين. وإذا لم أجد اسما فسأرفع نصبا للآلهة هناك. ها هي ذي الدموع لا تزال تجري من عيني. كن في عوني يا شمش الحارس! إنها رحلة طويلة أقطعها إلى بلد خمبابا الرهيب. إن لم تحقق رغبتي فلماذا حركتني إليه؟ لماذا غرست بنفسي الشوق القلق إليه؟ كيف سأنجح إن لم يسعفني عونك؟ وإذا مت هناك فلن أندم. أما إن رجعت سالما فسأقدم لك الهدايا وأقرب قربانا لك، وسيلهج بالحمد لساني ويسبح لك.

Page inconnue