Le procès de Gilgamesh

Abd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
129

Le procès de Gilgamesh

هو الذي طغى: محاكمة جلجاميش: في عشر لوحات درامية

Genres

الراوية (يقطع حديثها) :

النص هنا شديد الاضطراب. سطور قليلة غامضة، تتبعها فجوة من أربعة وثمانين سطرا. ماذا قالت نينسون لابن البرية الذي لا أم له ولا أب؟ ربما تكون قد أوصته قائلة: احم صديقك يا إنكيدو، ارع رفيقك. وربما تكون قد قالت له ما ستقوله في صلاتها لشمش: أعده إلي سالما! أو تكون قد بخرته وباركته في حضرة الكاهنات والعرافات، وعذارى المعبد وعرائسه المنذورات للإله، لكن الذي أثبته النص الصحيح أنها طوقت عنقه بقلادة نفيسة أو تميمة مقدسة محلاة بالجواهر، ثم تركته ودخلت مخدعها لتتخذ زينتها قبل إقامة الصلاة. (في هذه الأثناء تودع نينسون ابنها بالتبني وتتجه إلى مخدعها. يقف إنكيدو مرتبكا، بينما تدخل خادمات يحملن مباخر ومواقد وأوعية مختلفة يضعنها على منصة عالية في عمق المسرح، يتأملهن إنكيدو لحظات ثم ينصرف وهو يتلفت وراءه ويختفي.)

الراوية :

وضعت عليها رداء يليق بجسدها، وحلية تليق بصدرها. لبست الحزام والتاج، وسكبت الماء من الجفنة على الأرض. ارتقت الدرج وصعدت إلى المنصة، أحرقت البخور لشمش، قدمت القربان ورفعت ذراعيها أمامه. (تفعل نينسون ما يقوله الراوية ثم ترتل صلاتها.)

نينسون :

لم أعطيت ابني جلجاميش قلبا لا يهدأ؟ وها أنت ذا تحفزه على الرحيل إلى طريق بعيد حيث يسكن خمبابا، والدخول في معركة لا يعرف نتائجها. إلى أن يذهب ويعود، وإلى أن يصل إلى غابة الأرز ويصرع خمبابا الرهيب، ويقضي على كل شر تكرهه ويمحوه من البلاد، لتذكرك به عروسك ربة الفجر «آيا» وأنت تطل على طريقه بالنهار، ولتعهد به بعد رقادك في حضن الأرض إلى النجوم وحراس الليل، وإلى أبيك إله القمر سين.

إلهي شمش وراعي ولدي جلجاميش، أنت يا من سويت فؤاده القلق فسكن القلق فؤادي، كيف أستريح من السر الذي يختبئ فيه؟ كيف أطلعك عليه وأنت الأدرى به؟ أما هو، فكيف أطلعه عليه؟ كيف أفجعه في نفسه وفي أبيه؟ أأقول له: لست ابن «لوجال بندا» الذي رفعوه بعد الموت وألهوه؟ هل أجرؤ أن أعلنه بالسر وأصرخ فيه: لست إلها يا جلجاميش. لست إلها. إنك فان وأبوك كذلك بشر فان؟ لا. لا. ليس هو الملك الأسطوري الذي ألهوه على عادتهم بعد موته. إنه ... آه يا شمش! كيف أصارحه به؟ كيف سأتحمل صدمته حين يعرف أن أباه كاهن مغمور، أحد المجهولين الذين يأتون من التراب ويذهبون إلى التراب؟ هل يتحمل قلبه الطائش المسكين هذه الطعنة؟ هل سيصدقها وهو الذي يردد عليه الجميع: ثلثاك إلهي والثلث الباقي بشري فان ؟ بل كيف سأتحمل نظرته لي؟ كيف أرد على التهمة تنفذ حربتها في قلبي؟ آه! أنت الأدرى يا شمش الخالد أني بشر أخطئ كالبشر، وأن ابني بشر مثلي؛ بشر فان، بشر فان. لكن، كيف سأبلغه الخبر؟ ومن يبلغه له؟ أخبرني يا شمش الخالد ، ماذا أفعل كي يهدأ ولدي المسكين؟ فأنا أم فانية وابني فان. زجتنا الأسطورة بين الآلهة وما نحن سوى قبضة ريح أو قبضة طين. يا من تكلأ برعايتك المظلومين، وتهدي الحيرى في الصحراء وليل التيه، احرس جلجاميش وأعده إلي معافى؛ ولدي المضطرب الطائش، ولدي البشري الفاني.

الراوية :

كان إنكيدو قد سمع صلاة نينسون وهو متخف وراء الباب. لما أطفأت البخور وأنهت صلاتها، واتجهت والدموع في عينيها إلى مخدعها؛ وجد نفسه يقف وحيدا ويوشك على البكاء. تذكر صديقه الذي ينتظره، هز رأسه وهو يتمتم في ذهول:

إنكيدو :

Page inconnue