قد كنت أظن أني سألتقي بها بعد الموت، ولكن قد خاب ظني، وها أنا وحيد كما تراني في قبري، ولا أستطيع المكوث في هذه الوحدة، فاسمح لي بالقيام.
فأجاب الملاك: إن التي أحببتها قد ماتت، وشجرة الياسمين التي تحتها السعادة قد يبست من أمد،
1
وقد رأيت بعيني آخر زهرة منها تسقط إلى الأرض ذاوية،
2
فنم.
ثم وطأ القبر بقدمه، فخرج منه صوت شبيه بالأنين وصمت.
فبكى قبر آخر وقال: أسمع حفيف الأشجار وخرير المياه، فلا أستطيع النوم، قد أخذت حينما كنت حيا في تأليف ترنيمة حب جميلة، ولكنني مت قبل أن أكملها، وها أنا الآن يخيل لي أني أسمع حفيف الأوراق ألحانا خفية مختلطة منها، فاسمح لي أن أنهض لأكملها، ومتى أكملتها سأقدمها للورى، فترنمها الأم الفتية على مهد
3
طفلها، وتنشدها الغادة العذراء في حضور خطيبها.
Page inconnue