92

Conférences des écrivains et dialogues des poètes et des éloquents

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Maison d'édition

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ

Lieu d'édition

بيروت

وقيل: استمع، فسوء الإستماع نفاق. وقيل للسائل: على السامع ثلاث أمور: جمع البال، وحسن الإستماع، والكتمان لما يقتضي الكتمان. وقيل: أساء سمعا فأساء إجابة. وقال فيلسوف لتلميذ له: أفهمت؟ قال: نعم. قال: كذبت لأن دليل الفهم السرور ولم أرك سررت. وقيل: نشاط القائل على قدر فهم السامع. وقيل: من سعادة القائل أن يكون المستمع إليه فهيما. وقيل فلان في الاستماع ذو أذنين «١» وفي الجواب ذو لسانين «٢» . قال الشاعر: إذا حدّثوا لم يخش سوء استماعهم ... وإن حدّثوا قالوا بحسن بيان وقال رجل: أذني قمع لمن يحدّثني. النّهي عن محادثة من ساء استماعه قيل: من لم ينشط لاستماع حديثك ما رفع عنه مؤنة الإستماع. وقال عبد الله بن مسعود ﵁: حدث الناس ما حدجوك بأسماعهم، ولحظوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم إعراضا فأمسك. وقيل: لا تطعم طعامك من لا يشتهيه. وقيل حدث حديثين امرأة فإن لم تسمع فأربع، أي كفّ. الحثّ على إزدياد السّماع على المقال سمع بقراط «٣» رجلا يكثر من الكلام، فقال له: إن الله تعالى جعل للإنسان لسانا واحدا وأذنين، ليسمع ضعف ما يقول. تفضيل السماع على المقال كان أعرابي يجالس الشعبي «٤» فأطال الصمت، فسأله عن ذلك، فقال: أسمع فأعلم، واسكت فأسلم. وقيل لأعرابي: لم لا تتكلم؟ فقال: حظّ لسان الرجل لغيره وحظّ سمعه له. وقال محمد بن المنكدر: لأن أسمع أحبّ إليّ من أن أنطق، لأن المستمع يتّقي ويتوقّى.

1 / 96