338

Conférences des écrivains et dialogues des poètes et des éloquents

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Maison d'édition

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ

Lieu d'édition

بيروت

وقال آخر:
فإنّكم ومدحكم بجيرا ... تراه العين أخضر ذا رواء «١»
لك النفس التي ترجو المعالي ... وتمنع بالمرارة والإباء
وقال آخر:
قلت وجوه المصر حتّى إذا ... كشفتهم كشّفت إستاها
وقال غيره:
ألم تر أنّ الماء يخلف طعمه ... وإن كان لون الماء في العين صافيا «٢»
وقال غيره:
لا تجعلنّ دليل المرء صورته ... كم مخبر سمج من منظر حسن «٣»
وقال غيره:
فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى ... فما كلّ مصقول الحديد يماني «٤»
ذمّ من قبح خلقه وخلقه
استعرض المأمون الجند فمر به رجل دميم فاستنطقه فرآه ألكن «٥»، فأمر بإسقاطه وقال:
إن الروح إذا كانت ظاهرة كانت وسامة وإذا كانت باطنة كانت قصاحة وأراه لا ظاهر له ولا باطن. وفي المثل أحسن ما في خالد وجهه وفيه ستعلم الشاهد بالغائب. قال الشاعر:
مخبره أقبح من وجهه ... ووجهه بالقبح مشهور
وقال آخر:
قد رأيناك فما أعجبتنا ... وبلوناك فلم ترض الخبر
الاستدلال بقبح الوجه على قبح الصّنيع
قالت العرب: ليس على وجه الأرض قبيح إلا وجهه أحسن شيء منه.
قال شاعر:
يدلّ على قبيح الفعل منكم ... وأصلكم وجوهكم القباح
وقيل: أحسن ما في القبيح وجهه.

1 / 342