315

Conférences des écrivains et dialogues des poètes et des éloquents

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Maison d'édition

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ

Lieu d'édition

بيروت

الثالث: ما في الأرض أفضل منكما، أنا ما اشتهيت أن يفعل بي أحد خيرا قط. وقال عبد الملك للحجاج: صف نفسك فليس العاقل إلّا من عرف نفسه. فقال: أنا حديد حقود حسود.
حمد الغبطة وذمّها
روي في الخبر: المؤمن يغبط «١» والمنافق يحسد. وروي أنّ النبي ﷺ سئل: أيضرّ الغبط؟ قال: نعم كما يضرّ الورق الخبط «٢» .
(٦) ومما جاء في التواضع والكبر
ما حدّ به التواضع والكبر
قيل لبعضهم: ما التواضع؟ قال: أخلاق المجد واكتساب الود. فقيل ما الكبر؟ قال:
اكتساب البغض، وقيل لأزدشير: ما الكير؟ فقال: اجتماع الرذائل لم يدر صاحبها أين يضعها فيصرفها إلى الذم.
فضل التواضع والحثّ عليه
قال النبي ﷺ: طوبى لمن تواضع التواضع أحد مصائد الشرف، من لم يتضع عند نفسه لم يرتفع عند غيره وفي الثمل تواضع الرجل في مرتبته زبّ للشماتة عند سقطته، وقيل: من وضع نفسه دون قدره رفعه الناس فوق قدره ومن رفعها عن حده وضعه الناس دون قدره، وقيل لبزرجمهر: هل تعرف نعمة لا يحسد عليها؟ قال: نعم التواضع فقيل:
هل تعرف بلاء لا يرحم صاحبه؟ قال: نعم الكبر.
فضل كبير متواضع
قال ابن عباس ﵄: كان رسول الله ﷺ يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك ويقول: لو دعيت إلى كراع «٣» لأجبت. وكان يحيى بن سعيد خفيف الحال فاستقضاه أبو جعفر فلم يتغير فقيل له: في ذلك فقال: من كانت نفسه واحدة لم يغيره المال. ولما ورد المرزبان على عمر ﵁ فاورد باب داره وقرع بابه فقيل: أنه قد خرج آنفا فكانوا يسألون عنه فيقولون مر من ههنا آنفا،

1 / 319