251

Conférences des écrivains et dialogues des poètes et des éloquents

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Maison d'édition

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ

Lieu d'édition

بيروت

وقال بعضهم: الناس كلّهم عدول إلا العدول.
وصف قلانسهم
قال المصيصي:
كأنّ دنية عليها ... غراب نوح بلا جناح
وقال آخر:
ترى قلانسهم كالرمح طعنتها ... تخفى جراحتها في جنب مغرور
الشهادة على الزنا
حقّ الشهود على الزنا أن يكونوا أربعة ذكورا يصرّحون ولا يكنون لقوله تعالى:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً
«١» (الآية)، وحضر أبو بكرة وزياد مع غيرهما فشهد ثلاثة على المغيرة بن شعبة «٢» بالزنا عند عمر ﵁. فلمّا أقبل زياد قال عمر: إني أرى لك وجها وضيئا وأرجو أن لا يفضح الله بك رجلا من أصحاب النبي ﷺ فقال: إني رأيت أفخاذا مجتمعة ونخيرا يعلو ويسطع ولا أعلم ما وراء ذلك فضرب عمر أبا بكرة وصاحبيه الحدّ.
التعريض بالشهادة بذلك
استشهدوا أعرابيا على رجل وامرأة فقال: رأيته قد تقممها «٣» يحفزها بمؤخرها ويجذبها بمقدمها ويخفى على المسلك. وقال آخر: رأيته قد تبطنها ورأيت خلخالها سافلا وسمعت نفسا عاليا ولا علم لي بشيء بعد ذلك. وشهد رجل على آخر فقال الحاكم: إنّك قد رأيته وهو يدخل ويخرج فقال: لو كنت جلدة استها ما أمكنني أن أشهد به كذلك.
تثبّت الحاكم في الإقرار بما فيه حدّ
أتى ما عز بن مالك رسول الله ﷺ فقال: إني زنيت، فقال: لعلك مسست أو لمست أو غمزت، فقال: لا بل زنيت. فأعادها عليه ثلاث مرات فلما كان في الرابعة رجمه.
وأتى أبو الدرداء «٤» ﵁ بامرأة قد سرقت، فقال: أسرقت قولي: لا. وأتى زياد بلصّ وعنده الأحنف فانتهره فقالوا: صدق الأمير. فقال الأحنف: الصدق أحيانا معجزة. فقال زياد: جزاك الله خيرا.

1 / 255