160

Conférences des écrivains et dialogues des poètes et des éloquents

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Maison d'édition

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ

Lieu d'édition

بيروت

وقال الشاعر: لا تكتمنّ داءك الطبيبا ... ولا الصّديق سرّك الهجوبا «١» وسارر المهدي وكيلا له، والعبّاس بن محمد حاضر، فقال: اسردوني ولو هجم بي نصحك على تلفى لما تركته، وأنشد: بمثلى فاشهد النجوى وعالن ... بي الأعداء والقوم الغضابا وكتب أبو الفضل بن العميد: من كتم عن طبيبه داءه، وستر عنه ظمأه بعيد عليه أن يبلّ عن علله ويعلّ من غلله. المتبجّح بإظهار أسرار أصدقائه قال الشاعر: ولا أكتم الأسرار لكن أنمّها ... ولا أترك الأسرار تغلي على قلبي وإنّ قليل العقل من بات ليلة ... تقلّبه الأسرار جنبا إلى جنب وقال رجل لصديق له: اكتم سرّي الذي أفشيته، فقال: كلا لست أشغل قلبي بنجواك ولا أجعل صدري خزانة شكواك فيقلقني ما أقلقك، ويؤرّقني ما أرّقك، فتبيت بأفشائه مستريحا، ويبيت بحرّه قلبي جريحا، وقال الشاعر: ولا تودع الأسرار قلبي فإنّما ... تصبنّ ماء في إناء مثلم «٢» (١٥) وممّا جاء في النّصح فضل النّصح والحثّ عليه قال النبي ﷺ: الدّين النصيحة، وقال ﷺ: من غشّنا فليس منّا، وقال ﷺ: دعوا الناس يصيب بعضهم من بعض، فإذا استنصحك أخوك فانصحه، وقال أوس «٣»: وإن قال لي ماذا ترى يستشيرني ... فلم يك عندي غير نصح وإرشاد الحثّ على قبول النّصح وإن كان مرّا قيل: من أحبّك نهاك، ومن أبغضك أغراك.

1 / 164