Conférences des écrivains et dialogues des poètes et des éloquents

Le Raghib al-Isbahani d. 502 AH
10

Conférences des écrivains et dialogues des poètes et des éloquents

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Maison d'édition

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ

Lieu d'édition

بيروت

وقد ضمّنت ذلك طرفا من الأبيات الرائقة، والأخبار الشائقة، وأوردت فيه، ما إذا قيس بمعناه: يكون منه مكان الروح من جسد ... والبدر من فلك والنجم من قطب فإنه ظرف «١» ملىء طرفا «٢»، ووعاء حشي «٣» جدا وسخفا، من شاء وجد منه ناسكا «٤» يعظه ويبيكه، ومن شاء صادف منه فاتكا «٥» يضحكه ويلهيه: فالجدّ والهزل في توشيح لحمتها ... والنبل والسّخف والأشجان والطرب وأعوذ بالله أن أكون ممّن مدح نفسه وزكّاها «٦»، فعابها بذلك وهجاها، وممّن أزرى «٧» بعقله، لإعجابه بفعله، فقد قيل لا يزال المرء في فسحة من عقله، ما لم يقل شعرا أو يصنف كتابا. وأولى من يصرف همّته إلى مراعاة مثل هذا الكتاب، من تحلّى بطرف من الآداب، فيصير به طليق اللسان، ذليق البيان «٨»، فكم من أديب تتقاعد بداهة المقال «٩»، في كثير من الأحوال، فلا يجد من فهمه مساعفة «١٠»، ولا من علمه مكاتفة «١١»، فيرى في العيّ مثل باقل «١٢»، وإن كان في الغزارة سحبان وائل «١٣» . وقد قيل: خير الفقه ما حاضرت به، ومن لا يتحلّى في مجلس اللهو، إلا بمعرفة

1 / 14