الثَّانِي قَالَ سُبْحَانَ من أخلى خاطر هَذَا الرجل من التَّوْفِيق وَجعله يخرى على فَمه
١٨ - أَبُو يحيى أَبُو بكر بن هِشَام
هُوَ مِمَّن قَرَأت عَلَيْهِ وأدركته يكْتب عَن الْبَاجِيّ ملك إشبيلية وَالْإِشَارَة إِلَيْهِ بِأَنَّهُ شيخ كتاب الأندلس وَكَانَ سهل الطَّرِيقَة كتب عَن الْمَأْمُون أَيَّام ولَايَته قرطبة ثمَّ لحق بالبياسي الثائر وَكتب عَنهُ ثمَّ قتل البياسي فاستخفى ثمَّ لحق بإشبيلية
وتسبب إِلَى الْمَأْمُون وأنشده قصيدة مِنْهَا ... مولَايَ إِن بليتي مَعَ خدمتي ... خصمان فاحكم للَّتِي هِيَ أقدم ...
ثمَّ أَكثر عَلَيْهِ من الرّقاع فِي ذَلِك فَوَقع لَهُ يَا هَذَا قد أكثرت علينا من الرّقاع وَقد أمضينا لَك حكم ابْن الرّقاع
وَبَلغنِي فِي مصر أَنه توفّي بالجزيرة الخضراء فِي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَمِمَّا أنشدنيه لنَفسِهِ قَوْله ... لاموا على حب الصِّبَا والكأس ... لما بدا وضح المشيب برأسي
والغصن أحْوج مَا يكون لسقيه ... أَيَّانَ يَبْدُو بالأزاهر كاسي ...
1 / 74