.. فانحل مَا كَانَ معقودا بِأَنْفُسِنَا ... انبت مَا كَانَ مَوْصُولا بِأَيْدِينَا
وَقد نَكُون وَمَا يخْشَى تفرقنا ... فَالْآن نَحن وَمَا يُرْجَى تلاقينا
لم نعتقد بعدكم إِلَّا الْوَفَاء لكم ... رَأيا وَلم نتقلد غَيره دينا
لَا تحسبوا نأيكم عَنَّا يغيرنا ... أَن طَال مَا غير النأي المحبينا
وَالله مَا طلبت أهواؤنا بَدَلا ... مِنْكُم وَلَا انصرفت عَنْكُم أمانينا
وَلَا اتخذنا خَلِيلًا عَنْك يشغلنا ... وَلَا اتخذنا بديلًا مِنْك يسلينا
يَا ساري الْبَرْق غاد الْقصر فَاسق بِهِ ... من كَانَ صرف الْهوى والود يسقينا
وَيَا نسيم الصِّبَا بلغ تحيتنا ... من لَو على الْبعد حييّ كَانَ يحيينا
يَا رَوْضَة طالما اجنت لواحظنا ... وردا جناه اصبا غضا ونسرينا
وَيَا حَيَاة تملينا بزهرتنا ... منى ضروبًا ولذات أفانينا
وَيَا نعيمًا خطرنا من غضارته ... فِي وشي نعمي سحبنا ذيلها حينا
لسنا نسميك إجلالًا وتكرمة ... وقدرك المعتلي عَن ذَاك يغنينا
إِذا انْفَرَدت وَمَا شوركت فِي صفة ... فحسبنا الْوَصْف إيضاحًا وتبيينا
يَا جنَّة الْخلد بدلنا بسلسلها ... والكوثر العذب زقومًا وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا ... والسعد قد غض من أجفان واشينا
سران فِي خاطر الظلما يكتمنا ... حَتَّى يكَاد لِسَان الصُّبْح يفشينا
لَا غرو فِي أَن ذكرنَا لحزن حِين نهت ... عَنهُ النهى وَتَركنَا الصَّبْر ناسينا
إِنَّا قَرَأنَا الأسى يَوْم النَّوَى سورًا ... مَكْتُوبَة وأخذنا الصَّبْر تلقينا
أما هَوَاك فَلم نعدل بمنهله ... شربًا وَإِن كَانَ يروينا فيظمينا ...
1 / 67