) أَو بِكَوْنِهِ فرعا فِي الْعَمَل نَحْو ﴿مُصدقا لما مَعَهم﴾ ﴿فعال لما يُرِيد﴾ ﴿نزاعة للشوى﴾ وَنَحْو ضربي لزيد حسن وَأَنا ضَارب لعَمْرو قيل وَمِنْه ﴿إِن هَذَا عَدو لَك ولزوجك﴾ وَقَوله
٣٩٦ - (إِذا مَا صنعت الزَّاد فالتمسي لَهُ ... أكيلا فَإِنِّي لست آكله وحدي)
وَفِيه نظر لِأَن عدوا وأكيلا وَإِن كَانَا بِمَعْنى معاد ومؤاكل لَا ينصبان الْمَفْعُول لِأَنَّهُمَا موضوعان للثبوت وليسا مجاريين للْفِعْل فِي التحرك والسكون وَلَا محولان عَمَّا هُوَ مجار لَهُ لِأَن التَّحْوِيل إِنَّمَا هُوَ ثَابت فِي الصِّيَغ الَّتِي يُرَاد بهَا الْمُبَالغَة وَإِنَّمَا اللَّام فِي الْبَيْت للتَّعْلِيل وَهِي مُتَعَلقَة ب (التمسي) وَفِي الْآيَة مُتَعَلقَة بمستقر مَحْذُوف صفة لعدو وَهِي للاختصاص
وَقد اجْتمع التَّأَخُّر والفرعية فِي ﴿وَكُنَّا لحكمهم شَاهِدين﴾ وَأما قَوْله تَعَالَى ﴿نذيرا للبشر﴾ فَإِن كَانَ النذير بِمَعْنى الْمُنْذر فَهُوَ مثل ﴿فعال لما يُرِيد﴾ وَإِن كَانَ بِمَعْنى الْإِنْذَار فَاللَّام مثلهَا فِي سقيا لزيد وَسَيَأْتِي
قَالَ ابْن مَالك وَلَا تزاد لَام التقوية مَعَ عَامل يتعدي لاثْنَيْنِ لِأَنَّهَا إِن زيدت فِي مفعولية فَلَا يتَعَدَّى فعل إِلَى اثْنَيْنِ بِحرف وَاحِد وَإِن زيدت فِي أَحدهمَا