253

Mughni al-Labib

مغني اللبيب

Enquêteur

د. مازن المبارك / محمد علي حمد الله

Maison d'édition

دار الفكر

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٩٨٥

Lieu d'édition

دمشق

مَا قَالَه البيانيون وَالْجَوَاب عَن الْآيَة أَن دلَالَة الْمَفْهُوم إِنَّمَا يعول عَلَيْهَا عِنْد عدم الْمعَارض وَهُوَ هُنَا مَوْجُود إِذْ دلّ الدَّلِيل على تَحْرِيم الاختيال وَالْفَخْر مُطلقًا
الثَّانِيَة كل فِي نَحْو ﴿كلما رزقوا مِنْهَا من ثَمَرَة رزقا قَالُوا﴾ مَنْصُوبَة على الظَّرْفِيَّة بِاتِّفَاق وناصبها الْفِعْل الَّذِي هُوَ جَوَاب فِي الْمَعْنى مثل ﴿قَالُوا﴾ فِي الْآيَة وجاءتها الظَّرْفِيَّة من جِهَة مَا فَإِنَّهَا مُحْتَملَة لوَجْهَيْنِ
أَحدهمَا أَن تكون حرفا مصدريا وَالْجُمْلَة بعده صلَة لَهُ فَلَا مَحل لَهَا وَالْأَصْل كل رزق ثمَّ عبر عَن معنى الْمصدر بِمَا وَالْفِعْل ثمَّ أنيبا عَن الزَّمَان اي كل وَقت رزق كَمَا أنيب عَنهُ الْمصدر الصَّرِيح فِي جئْتُك خفوق النَّجْم
وَالثَّانِي أَن تكون أسما نكرَة بِمَعْنى وَقت فَلَا تحْتَاج على هَذَا إِلَى تَقْدِير وَقت وَالْجُمْلَة بعده فِي مَوضِع خفض على الصّفة فتحتاج إِلَى تَقْدِير عَائِد مِنْهَا أَي كل وَقت رزقوا فِيهِ
وَلِهَذَا الْوَجْه مبعد وَهُوَ ادِّعَاء حذف عَائِد الصّفة وجوبا حَيْثُ لم يرد مُصَرحًا بِهِ فِي شَيْء من أَمْثِلَة هَذَا التَّرْكِيب وَمن هُنَا ضعف قَول أبي الْحسن فِي نَحْو أعجبني مَا قُمْت إِن مَا اسْم وَالْأَصْل مَا قمته أَي الْقيام الَّذِي قمته وَقَوله فِي يَا أَيهَا الرجل إِن أيا مَوْصُولَة وَالْمعْنَى يَا من هُوَ الرجل فَإِن هذَيْن العائدين لم يلفظ بهما قطّ وَهُوَ مبعد عِنْدِي أَيْضا لقَوْل سِيبَوَيْهٍ فِي نَحْو سرت طَويلا وَضربت زيدا كثيرا إِن طَويلا وَكَثِيرًا حالان من ضمير الْمصدر

1 / 266