134

Mughni al-Labib

مغني اللبيب

Chercheur

د. مازن المبارك / محمد علي حمد الله

Maison d'édition

دار الفكر

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٩٨٥

Lieu d'édition

دمشق

١٦٠ - (... كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا) وَوجه ذَلِك على مَا اخترناه أَنه لم يسْتَعْمل كفى هُنَا بِمَعْنى اكتف وَلَا تزاد الْبَاء فِي فَاعل كفى الَّتِي بِمَعْنى أَجْزَأَ وأغنى وَلَا الَّتِي بِمَعْنى وقى وَالْأولَى متعدية لوَاحِد كَقَوْلِه ١٦ - (قَلِيل مِنْك يَكْفِينِي وَلَكِن ... قليلك لَا يُقَال لَهُ قَلِيل) وَالثَّانيَِة متعدية لاثْنَيْنِ كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَكفى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال﴾ ﴿فَسَيَكْفِيكَهُم الله﴾ وَوَقع فِي شعر المتنبي زِيَادَة الْبَاء فِي فَاعل كفى المتعدية لوَاحِد قَالَ ١٦ - (كفى ثعلا فخرا بأنك مِنْهُم ... ودهر لِأَن أمسيت من أَهله أهل) وَلم أر من انتقد عَلَيْهِ ذَلِك فَهَذَا إِمَّا لسهو عَن شَرط الزِّيَادَة أَو لجعلهم هَذِه الزِّيَادَة من قبيل الضَّرُورَة كَمَا سَيَأْتِي أَو لتقدير الْفَاعِل غير مجرور بِالْبَاء وثعل رَهْط الممدوح وهم بطن من طَيئ وَصَرفه للضَّرُورَة إِذْ فِيهِ الْعدْل والعلمية كعمر ودهر مَرْفُوع عِنْد ابْن جني بِتَقْدِير وليفخر دهر وَأهل صفة لَهُ بِمَعْنى مُسْتَحقّ وَاللَّام مُتَعَلقَة بِأَهْل وَجوز ابْن الشجري فِي دهر ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا أَن يكون مُبْتَدأ حذف خَبره أَي يفتخر بك وَصَحَّ الِابْتِدَاء بالنكرة لِأَنَّهُ قد وصف بِأَهْل وَالثَّانِي كَونه مَعْطُوفًا على فَاعل كفى أَي انهم فَخَروا بِكَوْنِهِ مِنْهُم وفخروا بِزَمَانِهِ لنضارة أَيَّامه وَهَذَا وَجه لَا حذف فِيهِ وَالثَّالِث أَن تجره بعد أَن ترفع فخرا على تَقْدِير كَونه فَاعل كفى وَالْبَاء مُتَعَلقَة بفخر لَا زَائِدَة وَحِينَئِذٍ تجر الدَّهْر

1 / 145