La première aventure de l'esprit : étude sur le mythe : Syrie et Mésopotamie
مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا وبلاد الرافدين
Genres
تعويذة ضد وجع الأسنان. «الطريقة: أحضر بيرة وزيتا وامزجهما معا،
واتل التعويذة ثلاث مرات وضع المزيج على الأسنان». (3-6) نصان باللغة اليونانية
قبل اكتشاف الحضارة البابلية بأجيال طويلة عرف العالم شيئا عن أسطورة الخلق البابلية عن طريق نصين كتبا باللغة اليونانية. النص الأول لآخر فلاسفة الأفلاطونية الحديثة وهو داماسكيوس وتعني الدمشقي، المولود في دمشق حوالي 480 بعد الميلاد. وقد تحدث هذا الفيلسوف عن بعض الأساطير البابلية في كتابه الرئيسي: صعوبات وحلول المبادئ الأولى. يقول داماسكيوس في روايته عن التكوين البابلي:
57 «لا يقول البابليون بمبدأ واحد للكون، بل بمبدأين؛ الأول تاوت، والثاني أباسون. فتاوت هي زوجة أباسون، وكانت تدعى بأم الآلهة. وقد ولد لهذين الإلهين مولود واحد هو موميز، الذي نعتقد أنه يمثل العالم العقلي. وعنهم نشأ جيل ثان: داشي وداشوش. وعن هذين نشأ جيل ثالث: كيساري وأرسوس. وهذان ولد لهما ثلاثة هم: آنوس وإيلينوس وأوس . ومن أوس وداوكي ولد بيل الذي يقولون إنه من صنع الكون.»
إن التشابه لمدهش حقا بين هذه الرواية وبين الإينوما إيليش، حتى لكأنهما مقطع مقتبس عنها مباشرة؛ فتاوت هي تعامة، وأباسون هو أبسو، ومومز هو ممو، وداشي وداشوش هما لخمو ولخامو، وكيساري وأرسوس هما أنشار وكيشار، وآنوس هو آنو، وإيلينوس هو إنليل، وأوس هو إيا، وداوكي هي زوجته دومكينا، أما بيل فهو الاسم التبادلي لمردوخ والذي دعي به دوما.
النص اليوناني الثاني هو نص بيروسوس، نسبة لكاتبه بيروسوس كاهن مردوخ في بابل. وقد عاش هذا الكاتب في فترة متأخرة من تاريخ بابل، بعد فتح الإسكندر. وخلال النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد قام بيروسوس بكتابة تاريخ مملكة بابل استنادا إلى الوثائق المكتوبة التي وصلت إليه من العصور القديمة، ونشر كتابه باللغة اليونانية عام 275 قبل الميلاد. وقد ضاعت أعمال هذا الكاتب بما فيها تاريخ بابل، إلا أن مقتبسات عن ذلك الكتاب ظهرت في أعمال الكاتب أليكسندر بوليستر، الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد. تجري رواية بيروسوس على الشكل الآتي:
58 «في البدء، لم يكن سوى الظلام والماء، ثم ظهرت إلى الوجود مخلوقات عجيبة التكوين: رجال ذوو أجنحة، جناحان وأحيانا أربعة، لهم وجهان بدل الواحد. وآخرون ذوو أجسام بشرية ورأسين، رأس امرأة ورأس رجل، وكانت أعضاؤهم الجنسية مؤنثة ومذكرة معا. وآخرون لهم سيقان وقرون الماعز، أو حوافر وذيل الحصان. وبالمقابل كان هناك ثيران ذات رءوس بشرية، وكلاب لها ذيول السمك، وخيول لها رءوس الكلاب ... وهكذا ... مخلوقات كثيرة قد استعارت من بعضها خصائص وأشكالا. وهذه المخلوقات كلها قد صورت على جدران معبد بل. وفوق أولئك جميعا امرأة اسمها أموركا، وفي اللغة الكلدانية تامتي؛ أي البحر. إلا أن هذا الاسم في القيمة العددية
59
يعادل القمر. ثم جاء مردوخ - بل - فصارع المرأة وشطرها شطرين، جاعلا من شطرها الأول أرضا ومن شطرها الآخر سماء، وقضى على جميع المخلوقات العجيبة، وأحل النظام في الكون. ولكن الأرض كانت خربة ومهجورة، فأمر مردوخ بقطع رأس أحد الآلهة، ومزج دمه بتراب الأرض، ومن ذلك المزيج صنع الإنسان ليملأ الأرض، ثم صنع الحيوانات بأجناسها. وبعد ذلك خلق النجوم والشمس والقمر والكواكب السيارة الخمس.»
رغم من اختلاف هذه النصوص عن بعضها واختلافها عن الإينوما إيليش في ترتيب عمليات الخلق، إلا أن عناصرها جميعا واحدة: الماء البدئي، الحالة السكونية الأزلية، ظهور القوى العقلية الفعالة المتمثلة بالإله أو الآلهة الشابة، صراع كوني حاسم، إحلال النظام الشامل، خلق السماء والأرض، خلق الكواكب والنجوم، خلق الإنسان والحيوان والحياة النباتية. كما تتفق معظم هذه النصوص على خلق الإنسان من طين، وعلى خلق زوجين بدئيين، عنهما تسلسل الجنس البشري. هذا وتعود كل هذه العناصر للظهور في الرواية التوراتية مما سيجري بحثه في التكوين التوراتي. وتذكرنا جملة: ولكن الأرض كانت خربة وخالية، الواردة في نص بيروسوس بما ورد في سفر التكوين، العهد القديم، و«كانت الأرض خربة وخالية ...» إلخ.
Page inconnue